فكرة جميلة ونيرة وميزة حسنة في إيجاد قناة «ثقافية» تعنى بالشأن الثقافي خاصة، والأحسن حين يأتي الأداء المهني متسقا مع ذلك الأداء الثقافي عند ذلك المذيع الذي سيواجه منعطفات صعبة محفوفة بالإخفاقات، في كيفية التعامل مع هذه المعطيات الثقافية وبطريقة سليمة تقيه من الإخفاق لكي يسترضي بأدائه الجميل رغبة المشاهد، فيما يقدمه من مادة ثقافية غنية من تراثنا الثقافي الجم، والذي يجب على المعنيين بإعداد المادة الثقافية في «القناة» وقبل تقديمها للمشاهد أن يؤخذ بعين الاعتبار كافة المراحل المتباعدة والمتباينة منذ بداية التأسيس للحركة الثقافية ذات العطاء الفكري الثري الذي تخلله الكثير من الإنجازات الأدبية والفكرية مابين الأدب والصحافة في مختلف المشارب والاتجاهات الثقافية في عالم القصة والرواية والشعر والنقد، والصحيفة التي تناغمت مع هذه المعطيات الثقافية وساهمت مساهمة فعالة في إبرازها حين لم يكن هناك «قناة» متخصصة تهتم بالشأن الثقافي.. فمن هذا المنطلق ستكون القناة الثقافية هي الوليدة الحديثة المناط بها القيام بهذه المهمة الجليلة والذي أتوقع أن يكون لها شأن ثقافي واهج ومبهج، حين تستحوذ على قلب الرائي بشغف المتابعة لها! القناة الثقافية هي الصوت الثقافي للوطن، فلنشجع هذا الصوت الحديث الفريد من نوعه لدينا والذي سيعبر عن ثقافتنا لأسماع المواطن العربي، حين أتت حداثته وفرادته ونوعيته بالاهتمام بصفة خاصة بالشأن الثقافي عبر قناة ثقافية نحن سعداء بها مثلما كانت سعادتنا بمجيء قناة الإخبارية بكادرها المهني الشيق وبما تناولته بمهارة في الإيغال في مناقشة مشكلات اجتماعية كثيرة تفاعل معها المواطن والتمس لها الكثير من الحلول عند القائمين على شؤون المؤسسات الخدماتية!! فكل عمل إعلامي يرتقي بنا هو مطلب حضاري ملح تحتم الضرورة إيجاده، وما أحسب أننا بثقافتنا المتعددة في القصة والرواية والشعر والنقد، والإصدار الصحافي اليومي، نقل شأنا من الدول العربية التي سبقتنا بمراحل كثيرة ! إذا ما قسنا العمر الزمني للإعلام السعودي الذي بدأ بمراحله التي كانت يكتنفها الكثير من الصعوبات، حين تم التغلب عليها بالتطوير والتنوير المشرق المستمر، وهو الذي لا يتجاوز عمره خمسين سنة عند تأسيسه، متخطيا بذلك الإشراق الإعلامي، إعلام بلدان عربية كثيرة، فضلا عن إعلام عربي خليجي!! القناة الثقافية ستكون هي بيت «المثقف» السعودي وصوته للعالم الخارجي، إذا أحسنت أقول أحسنت التعامل بمهارة في استقطاب الأدباء والمفكرين والصحافيين السعوديين لاستضافتهم في برامجها، واستسقت من موادهم الأدبية والفكرية والصحافية، ما يكون لها العون في الاستدلال على مآثر ثقافية أخرى مطمورة في النسيان، فبالإمكان النبش عنها وإبرازها لحيز الساحة الثقافية للتعريف بها والإشادة بأصحابها، وهذه ميزة عظيمة ليست بمقدرة إلا المتميزين بالصدق والأمانة وذكر مآثر الآخرين، وإنني أتوخى العدل والإنصاف لدى القناة الثقافية حيال ذلك..لأننا في زمن إنكار وتخاذل أغمط به حق الإشادة والتنويه لأدبائنا ومثقفينا، والأمثلة كثيرة!! والشيء الذي يتوقعه ويؤمله المثقف السعودي، أن لا تحفل القناة الثقافية كثيرا باللقاءات الأدبية والصحافية لأدباء وصحافيين من خارج الوطن، وإن كان هذا مهما في سبيل المعرفة، والتنويع في المادة الثقافية، ولكن الأهم، هو الاهتمام كلية بالمثقف السعودي، فلا نسوق بضاعة سوقت كثيرا !! بينما أدباؤنا ومثقفونا بحاجة ماسة للتعريف بهم، واستثمارا لوقت برامج القناة لماهو في صالح الثقافة المحلية المتنوعة. وخلاصة القول: إن هذا الصوت الإعلامي الوليد الجديد ممثلا ب «القناة الثقافية» يجب أن تحتوي على كافة الاتجاهات الأدبية والإبداعية وتتناول مواضيعها بشفافية، مثل الأندية الأدبية، لتعلي من صوتها عبر نتاجها غير المسموع والمقروء في الوطن العربي، حيث نحن ليس لنا عضوية في اتحاد الكتاب العرب ليكون لنا صوت مسموع وكتاب مقروء.. فمتى توحد صوت المثقف السعودي، كنا من الناهضين إعلاميا والمتفاعلين مع الإعلام العربي.. فبغير ذلك نكون كما قال المفكر السعودي الراحل عبد الله القصيمي رحمه الله العرب «ظاهرة صوتية».. وهو الشيء الذي لا ننشده بقدر ما ننشد النجاح.. وبالله التوفيق. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة