لعلها المرة الأولى والأخيرة، التي يمر فيها موسم كروي حافل تقترب بطولته من الهلال، حد الاحتضان الدافئة، ولاتغادر المباهج فيه عيون جماهير النصر، فالعروض النصراوية الأخيرة، أكدت اقتراب مواسم الحصاد، منهية عهدا من الكوابيس طويلا، وشديد المرارة، لاحقت فيه جماهير الشمس، بعنفوان وكبرياء عجيبين فريقها الذي اقترب من الانهيار، ثم هاهو يعود في هذا الموسم، مؤكدا قدرته على نثر الإبداع، وتوزيع حلوى الفرح، وكسب التحديات الصعبة، ومهما كانت نتائج هذا الموسم، وحتى لو خرج النصر من المربع الآسيوي رغم وضوح الرغبة و الكفاءة و الاستحقاق، فإن الجماهير النصراوية لن تنسى للأمير فيصل بن تركي، قدرته العجيبة على انتشال الفريق، من حضيض كان متجها إليه، والتقدم به نحو أحلام مشرعة ومشروعة، بعودة البطولات إلى فارسها العنيد، المسألة ليست في كسب الجولات الصعبة، ولا في هذا التقدم المذهل في النقاط، لكنها في الروح أيضا، وفي المهارة ، وفي إيمان اللاعب النصراوي بحظوظه كاملة، وهي أيضا في الثقة التي باتت متناهية في الإدارة النصراوية، ورئيسها الأمير فيصل بن تركي، الذي أكدت الأيام الماضية بعد نظره، وألمعيته الفنية، في اختيار المواهب المناسبة، بعد أن ظن الجميع أن فلوس (السهلاوي) بعثرة مادية، في صفقة لا تخلو من طيش، وأن (الزيلعي) ليس أكثر من تتمة عدد، وأن (حسام غالي) اختيار ينقصه التوفيق، فإذا بالنصر يقتحم بهذه الأسماء وغيرها، ساحة الإبداع الكروي الفاتن، حد أنه لولا عثرات البداية، غير المنصفة بطبيعتها، لأصبح لهذا الموسم الكروي، من الفتنة والحماس أضعاف ما كسبه منها حتى الآن، هنيئا للزعيم الهلالي ببطولة، لن يغفر له التاريخ، فيما لو أفلتها من يديه، فهو الأحق بها هذا الموسم من أي فريق آخر، وهنيئا للنصر ملحمته الكروية هذا الموسم، المؤهلة لحصد دروع وكؤوس وميداليات ذهب كثيرة، في الموسم المقبل، وفيما يليه من أيام، ومع الاعتذار لفيروز، فقد صار ممكنا التحوير قليلا، في أغنيتها، والشدو: (نصر .. عادت شمسك الذهب!)