أترك مساحة اليوم للأخ محمد إسماعيل عطار الذي يعقب على ما كتبته الأسبوع الماضي عن الأوقاف وأوردت فيه حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع الصحابي أبي طلحة (رضي الله عنه)، عن البئر التي أوقفها في أقاربه وبني عمه، إذ يقول الأخ العطار: قرأت الحديث الذي أوردتموه بمناسبة نزول الآية الشريفة: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، دون أن توضحوا من هو «أبو طلحة». وسعيا لمعرفة اسم هذا الصحابي الجليل فقد عمدت إلى المراجع التي دلت على اسم الصحابي أبي طلحة (رضي الله عنه) وأفاضت في المرويات التي تتحدث عن السخاء الذي نأمل أن يقتدي به المسلمون عموما والأثرياء خاصة. وفي ما يتعلق بأبي طلحة (رضي الله عنه) فهو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن مالك ابن النجار الأنصاري الخزرجي أبو طلحة مشهور بكنيته. ووهم من سماه سهل بن زيد وهو قول ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من شهد العقبة، وقد قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى أخبرنا أبو طلحة من ولد أبي طلحة قال اسم أبي طلحة زيد. وأمه هي عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار وهو مشهور بكنيته، شهد بدرا. ومن المرويات في الإيثار والبذل في سبيل الله منها ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: نزل بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ضيف فلم يجد عند أهله شيئا فدخل عليه رجل من الأنصار – هو أبو طلحة زيد بن سهل – فذهب به إلى أهله فوضع بين يديه الطعام وأمر امرأته بإطفاء السراج فقامت كأنها تصلحه فأطفأته وجعل يمد يده إلى الطعام كأنه يأكل ولا يأكل حتى أكل الضيف الطعام وبقي هو وعياله مجهودين فلما أصبح قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لقد عجب الله عز وجل من صنيعكم الليلة إلى ضيفكم ، ونزلت: «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» الحشر: 9. وعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه أهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رأس شاة فقال إن أخي فلانا كان أحوج مني إليه فبعث به إليه فلما وصل إليه قال إن فلانا كان أحوج مني إليه فبعث به إليه فلم يزل يبعث به كل واحد إلى الآخر حتى تداوله سبعة أبيات ورجع إلى الأول. وفي الإحياء أن عبد الله بن جعفر (رضي الله عنه) خرج إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم وفيهم غلام أسود يعمل فيه، إذ أتى الغلام بقوته فدخل الحائط كلب ودنا من الغلام فرمى إليه الغلام بقرص فأكله ثم رمى إليه بالثاني والثالث فأكلهما وعبد الله ينظر إليه. فقال يا غلام كم قوتك كل يوم؟ قال ما رأيت قال فلم آثرت هذا الكلب فقال ما هي بأرض كلاب إنه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت رده، قال فما أنت صانع اليوم؟ قال أطوي يومي هذا. فقال عبد الله بن جعفر: ألام على السخاء؟ إن هذا لأسخى مني، فاشترى الحائط (أي بستان النخل الذي يعمل فيه الغلام الأسود) والغلام وما فيه من الآلات فأعتق الغلام ووهبه منه. وفي هذه الإيثارات وأمثالها ما يجب أن يكون فيه أسوة حسنة لمن يؤمن بالله واليوم الآخر، وينتمي إلى أولئك السلف الصالحون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة