وصف قارئ في خدمة «عكاظ» التفاعلية على الموقع الإلكتروني دار الرعاية التي شهدت انفجارا نسائيا غير متوقع، أنها شبيهة بأسوأ سجن في التاريخ «غوانتانامو» ووصف قارئ آخر دار رعاية فتيات مكة بسجن «أبو غريب!»، وعلامة الاستغراب هنا تنبع من كون هيئة التحقيق والادعاء العام رفعت للإمارة 100 شكوى للنزيلات، فيما رصدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان 15 ملاحظة تفيد بأن لا شيء إنساني يحدث مع النزيلات، ومخالفات بالجملة لكل ما يحمله ديننا الإسلامي من قيم الرحمة، وأتمنى أن نمزق اتفاقيات حقوق الإنسان التي وقعنا عليها إذا لم نطبقها. «كل ابن آدم خطاء»، جملة نتعامل معها وكأن من ابتلعتهن أسوار دار رعاية الفتيات وغيرها من الدور العقابية، ارتكبن جرما لا يغتفر عقوبته الحقيقية التعذيب المؤبد، لنفحص قليلا ما تعايشت معه تلك ال(65 إنسانة) ممن كتب عليهن أن يكابدن الشقاء المؤبد. أشارت الفتيات في محضر التحقيق إلى معاناة «يومية» من سوء المعاملة ومواجهة صعوبات من سوء التغذية، وقضين أكثر من أسبوعين يقدم لهن وجبة واحدة يوميا، وبعض الفتيات لا تزيد عقوبتهن عن ثلاثة أشهر، وتقمن في الدار منذ أربعة أعوام لرفض الأسرة استلامهن، وامتناع وزارة الشؤون الاجتماعية عن إيجاد وسيلة لإقناع الأسر باستلامهن.!! يقول مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة د.علي الحناكي: إن بعض الأسر تستلم بناتها وتربطها بالسلاسل مع الحبس والضرب اليومي وأحيانا القتل، وهذه «مصيبة كبرى» ولا بد من معالجتها ورفض استلام الفتاة مشكلة أكبر، لأن بقاء الفتاة فترة أطول في الدار تزيد عن فترة محكوميتها، وعندها لا ننتظر من الفتيات تحسنا في أحوالهن حتى لو تحصلن على برامج الرعاية، كما لن نستطيع أن نزوجهن أو نوظفهن، أو نخرجهن من المؤسسة، وسيشكلن عائقا أمام الوزارة لتقديم الخدمة الأفضل لبقية النزيلات، وبعض الأسر تتسلم ابنتها لمعاقبتها، مذكرا بحادثة الرياض التي قتل فيها شاب شقيقتيه لأنهما ضبطتا في خلوة غير شرعية... انتهى. جذور هذه المأساة تكمن في القسوة والغلظة والنظرة الدونية للأنثى حتى ولو انتهت فترة المحكومية داخل الدار، و«رفض الأسرة تسلم الفتيات» كأننا نتحدث عن بضاعة فاسدة لا يريد أحد التعامل معها، على المسؤول قبل الأسرة التي أوصلت الفتاة إلى ما وصلت إليه، أن يقتنع بضرورة استقلالية المرأة سواء كانت محكومة أو غير محكومة، ما دامت بالغة مكلفة راشدة وتتم فترة عقوبتها وتم تأهيلها لتعمل وتنتج وتكفل نفسها. جذر المأساة يكمن في فكرة أن المرأة في الأساس ليست مواطنا من الدرجة الأولى، ويجب أن يستمر الحكم المؤبد عليها بأن تكون «تابع»، ويجب حبسها إذا لم يوجد رجل تحت مسمى زوج أو والد «يستلمها».. فالخيار الثالث لها بالطبع هو «القبر» لا يهم.. قد يكون هذا القبر منزلا تربط فيه بالسلاسل أو دار رعاية. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة