مع مجيء الشيخ الحمين انتظرنا تحسن أداء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمعنا عن البرامج المتوالية والمتعاقبة لرجال الهيئة والتي تدور حول كيفية التعامل مع الناس، وسمعنا عن خطط الهيئة في تحسين أداء موظفيها وسمعنا عن تدريبات هؤلاء الرجال وكيف يمكن لهم تمرير الأمر بالمعروف قبل النهي عن المنكر .. وسمعنا حتى (تورمت) آذاننا، ومع ذلك بقي بعض رجالات الهيئة على ماهم عليه. وما حدث لشاب الرياض وشقيقاته يؤكد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تسعى جادة لدفعنا من أجل استخراج تصاريح تنقل في الشوارع والأسواق. وما نشر بالأمس عن شروع هيئة التحقيق والادعاء العام في فتح ملف قضية اعتداء ستة (ستة في عين العدو) من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن مهاجمة سيارات لأسرة (مكونة من ثلاث أخوات وشقيق) وضرب الشاب وإحدى شقيقاته. هكذا هجوم سيارات وضرب. ولو كان الهدف لرجال الهيئة البحث عن اختلاء، فمجموع الأشقاء ينفي وجود خلوة (مع احتساب سوء الظن من قبل رجال الهيئة) ولو كان الهدف مطاردة وتعقب حيازة مخدرات أو مسكرات، كيف فاضت نخوة رجال الهيئة بالانفراد بشاب وفتيات وإشباع الشاب ضربا (والتثنية بإحدى أخواته) من غير دليل حتى إن وجود الدليل لا يجيز لهم مد اليد بأية صورة كانت. وفي هذه القضية تظهر مشكلة قيادة بعض رجال الهيئة لسيارات غير رسمية، فكيف يتسنى لي كمواطن معرفة أن السيارة التي تتابعنني أو تطاردنني هي سيارة حكومية، بالضرورة سوف أهرب لو وجدت سيارة غير رسمية تتبعني في مكان مقطوع مثلا. ثم كيف تتم مهاجمة سيارات لمواطن وهو يسير في شارع عام ولم يرتكب جريمة صريحة، هل يتحول هذا الاشتباه إلى فيلم هوليودي (أكشن) مطاردة، ومخبرين سريين، وسيارات تهاجم، لم ينقص هذه المهاجمة سوى إطلاق النار ليكتمل الفيلم. كلنا يعلم أن الدين أيسر من كل هذه البطولات والتخفي والاعتداء على الإنسان ومرمطة كرامته باسم الدين، والدين براء، ألا يعلم هؤلاء أن الزنا لايمكن إثباته إلا بأربعة شهود تتطابق فيها أقوالهم وإن لم تطابق يجلدوا، فكيف تتحول الخلوة إلى قضية شاغلة بال الهيئة، وكان الأجدر بها أن تعمل في إطار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأوسع وليس في متابعة الناس والشك بهم وبنواياهم. للأسف الهيئة تتحرك وكأنها على غير دراية بطبيعة بيئتها، وطريقة تفكير أهل تلك البيئة ومعرفة هذا من أولويات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو تعلم الهيئة أن أي فتاة يتم القبض عليها بتهمة اختلاء يكونون قد قضوا على حياتها كاملة .. ومع ذلك نقول للمسؤولين عن أولئك: اتقوا الله وخافوه، فقبل المهاجمة و(الطاخ طيخ) هناك حياة يتم تدميرها بالكامل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة