كل يوم يمضي على بقاء أحد أشكال القصور لدينا دون علاج يعلن عن اقتراب حصول كارثة، كل ما عليك هو أن تخصم يوما واحدا من الأيام القليلة المتبقية على انفجار القنبلة الموقوتة سواء صغرت أم كانت كبيرة ومدمرة. قلنا بالصوت الرفيع، ومنذ عدة سنوات، إن علينا أن نهتم بالأولويات، الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية وهو مهم. وقلنا بالصوت الذي يرفعه حب هذا الوطن وأهله والمقيمين فيه أن ثمة أمورا كثيرة يجب أن نبدأها من حيث انتهى الآخرون، لأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أن وجدوا أنه الحل الناجع بل الحل الوحيد، فلماذا ننتظر إلى أن تحدث لدينا ذات الحوادث والمشاكل التي عانوا منها؟. الأمثلة كثيرة ومتعددة، منها القديم والحديث ومنها الكارثي والخطر والأقل خطورة، وجميعها تنم عن أننا نتأخر في حل مشاكلنا. أحدث الأمثلة شيوعا وتكراراً هذه الأيام هي ظاهرة الشجار في المدارس بين الطلاب، وأحيانا بين المدرسين وأولياء الأمور، وتارة بين مدرس ومجموعة طلاب، فقد طالبنا بالصوت الرفيع منذ سنوات بضرورة إدخال نظام أمن صارم في المدارس، ينفذه رجال أشداء قادرون على فرض النظام وتحقيق الانضباط ومدير مدرسة حازم، وناظر مدرسة متفرغ لمراقبة سلوك الطلاب ومدعوم بدور فاعل لعدد كاف من الأخصائيين الاجتماعيين لاحتواء الخلافات قبل حدوثها ولحل المشاكل قبل تفاقمها، ومدعم بأنظمة صارمة تطبق، دون شفاعة أو توسط أو تمييز، على كل من يخل بأمن المدرسة أو يتنمر على زملائه ومعلميه ويحولها إلى حلبة صراع وهو أسلوب كل الدول التي سبقتنا، ولم نبتدعه من بنات أفكارنا ككتاب رأي، بل من البديهي جداً أن أية مؤسسة تضم عددا كبيرا من المراهقين لابد وأن تشهد أحداث إساءة وعنف ومشاجرات، خاصة في هذا الزمن الذي شهد بوادر لعدم الانضباط وغياب هيبة المدرسة (كان للحرم المدرسي هيبة تجعلنا نتواعد للشجار بعد الطلعة). لكن التجاوب لم يحدث وزادت أخبار الاعتداءات والمضاربات في مدارس الجنسين وحدث ما حدث من ضرب طالب لمدرس وضرب أم طالبة لطالبة أخرى وشجار بين أم ومعلمة ثم شجار بين أبوين بسبب ضرب طالب لآخر، أما أغربها فهو ما حدث من شجار جماعي في محافظة وادي الدواسر (حسب ما نشرته جريدة شمس الخميس الماضي) وأدى إلى امتناع 90 من الآباء عن إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفا عليهم. الأشد غرابة أن تستمر مدارس الجنسين في بلادنا خالية من العدد الكافي من الأخصائيين والأخصائيات الاجتماعيين والنفسيين وأفراد الأمن مع أنها متطلبات أساسية وفرص وظيفية لفئات متوافرة في سوق العمل بل عاطلة عن العمل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة