أكد ل«عكاظ» مدير جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف أن ما حدث في دار الفتيات من شغب يتطلب حلولا جذرية، لضمان عدم تكرار ذلك، منها إيجاد دار بديلة للمفرج عنهن بعد أن رفضت أسرهن استلامهن. وأوضح أن فريق الجمعية الذي أنهى زيارة للدار التي شهدت أعمال عنف وشغب يوم الجمعة الماضي، رصد حزمة ملاحظات من أهمها وجود تشققات وتصدعات في المباني، وذكر أن اللجنة التي وقفت على المشكلة رصدت نحو 15 ملاحظة في الاحتياجات الأساسية للنزيلات، وأرجع الشغب إلى الأخطاء والملاحظات التي لم تجد حلولا طول الفترة الماضية ومنها «قدم مبنى الدار، والعيادة الطبية المهترئة التي لا تفي بالغرض المطلوب». وزاد «مستوى نظافة الطعام لم تكن بالمستوى المطلوب، التصريف لمياه الصرف الصحي غير جيدة، كما أن غرف فرز النزيلات لم تكن مؤهلة»، وأضاف «لم تكن هذه أبرز الملاحظات المرصودة بل إن النزيلات أكدن سوء المعاملة من قبل الدار والموظفات، ومنها الاعتداء الجسدي على النزيلات الذي يصل إلى حد الضرب على الوجه والجسد مع الحرمان من الاتصال بالأهل وعدم إعطاء النزيلات المنظفات الشخصية إلا بكمية قليلة لا تكاد تكفي، وأيضاً حرمانهن من الذهاب إلى المستشفى وحصر فترات التشميس في وقت الذروة عندما تكون الشمس حارقة». وخلصت اللجنة في تقريرها بحسب ما ذكره حسين الشريف إلى ضرورة تغيير المبنى الموجود حالياً ونقله إلى مكان يتناسب مع متطلبات وخصوصية النزيلات والمطالبة بوضع دار بديلة للفتيات التي تنقضي فترة محكوميتهم تحت إشراف اجتماعي من وزارة الشؤون الاجتماعية، ورفع مستوى المتابعة للفتيات بعد تسليمهم لذويهم وبخاصة من يجبرون على قبولهن بعد الإفراج لضمان حقوقهم ومنع الاعتداء عليهن. وذكر أن اللجنة التي ضمت وفداً من حقوق الإنسان توصلت إلى الأسباب الرئيسية التي قادت إلى الشغب ومنها منع نزيلات من الانتقال للمستشفى والمعاملة السيئة التي أكدتها بعض السجانات في اعترافات موثقة. يذكر أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان زارت في شهر جمادى الأولى من عام 1428ه الدار ورصدت ملاحظات عدة.