ما رأيكم أعزائي بهذا الخبر «قررت الحكومة الأمريكية توقيع غرامات كبيرة بحق شركات الطيران الداخلي التي تتسبب في تعطيل المسافرين الذين يستخدمون طائراتها لأكثر من ثلاث ساعات وينص القانون على إلزام شركات الطيران الأمريكية بدفع غرامة مالية بقيمة 27.500 دولار لكل راكب تتأخر رحلته لأكثر من ثلاث ساعات»، هذا الخبر نشر قبل عدة أيام في وسائل الإعلام، وكان تعقيب وزير النقل الأمريكي على هذا القرار أن الركاب أصحاب حق وأن هذا القانون من شأنه أن يجبر شركات الطيران على حسن معاملة زبائنها. قرأت هذا الخبر وتخيلت لو تم تطبيقه لدينا، ما الذي سيحل بنا وما الذي سيحل بشركات الطيران الداخلية، وتوصلت إلى نتائج مذهلة. أعتقد أن شركات الطيران العربية والمحلية ستدين لكل فئات الشعب، نظرا لأن تأخير رحلاتها عن وقتها المحدد طبعا لا يمكنها التخلص منه، فهو ارتبط بها وأصبح جزءا من شعارها، وأعتقد أن محصلة شهر من تطبيق هذا القرار سينتج عنه إشهار هذه الشركات إفلاسها وربما بيع طياراتها بالمزاد العلني لتسديد الديون. أما بالنسبة «للشركات الصغيرة» الأخرى أو الباصات الطائرة كما يصفها كل من قام بتجربتها داخليا، فأعتقد بأنها ستغلق أبوابها بمجرد صدور هذا القرار، وذلك لأنها لا تعترف بالتأخير بنظام الساعات.. ففي حال لم يكتمل عدد ركاب باصاتهم الطائرة يتم تأجيل الرحلة إلى اليوم الذي يليه!، وبالمحصلة توصلت إلى أنه في حال تطبيق هذا القرار فالراكب سيكون الخاسر الأكبر حيث ستختفي شركات الطيران ويعود الناس إلى التنقل البري والدخول مرة أخرى في دوامة جديدة. أخيرا وبمناسبة ال ( 27.500 دولار )، أتذكر أحد المواقف والذي حدث لي العام الماضي، حيث تأخرت رحلتي ما يزيد على الساعتين، ويبدو أن إدارة ذلك الناقل أقامت اجتماعا طارئا لتتخذ بعده قرارا تاريخيا مشابها للقرار الصادر في أمريكا، وذلك بتحويل الركاب إلى الكفتيريا وضيافتهم على حسابها، وبعد التوجه إلى الكفتيريا اتضح لنا وعن طريق عامل الكفتيريا بأن قرار الضيافة لا يشمل إلا المياه والمشروبات الغازية فقط!. أحمد العبد الرحمن النويصر