كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة، أن خبراء أمريكيين في شؤون الشرق الأوسط، وطواقم من المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين، يحاولون التوصل إلى أفضل ترسيم لحدود الدولة الفلسطينية، على أن يأخذ ذلك في الحسبان مصالح إسرائيل الإستراتيجية والأمنية. وذكرت صحيفة «المنار» المقدسية ومصادر إعلامية في القدس، أن جهات أمريكية أكدت، وجود هذه الطواقم المجتمعة منذ فترة، وأنها قطعت شوطا بعيدا باتجاه ترسيم الحدود النهائية للدولة الفلسطينية القادمة، حتى أن هناك من يتحدث عن سيناريوهات كثيرة تم إعدادها حول تبادل الأراضي بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل في ظل اتفاق دائم. وتشير هذه الدوائر إلى أن المعلومات ما زالت سرية حول منطقة الغور ومنطقة القدسالشرقية، وهل سيشمل ترسيم الحدود منطقة القدس أم أنها ستؤجل إلى مرحلة لاحقة. ونقلت المصادر عن مسؤول أمريكي قوله، إن ما تعده هذه الطواقم أن الكتل الاستيطانية الضخمة بما فيها «معاليه أدوميم» و «اريئيل» و «غوش عتصيون» جميعها سيتم ضمها إلى إسرائيل، وأن الدوائر اليهودية في الولاياتالمتحدة قد أبلغت بذلك، وطلب منها أن تعمل لدى الحكومة الإسرائيلية على تسهيل مساعي إطلاق عملية التسوية. واستنادا إلى هذه الدوائر فإن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تشعر بقلق بالغ في ضوء التقارير التي تتحدث عن انزعاج العديد من الدول في الشرق الأوسط من تراجع الدور الأمريكي، وأن على الولاياتالمتحدة أن تبادر فورا إلى طرح خطتها للتسوية، وإنهاء الصراع في المنطقة. وأضافت الدوائر ذاتها، أن الإدارة الأمريكية تبحث عن حلول تبقي على الأوضاع على ما هي عليه، ولو لفترة قصيرة، أي ليس البحث عن تجميد مؤقت للاستيطان وإنما تجميد مؤقت للأوضاع السائدة في الشرق الأوسط، إلى أن تتضح الرؤيا تماما في ساحة المنطقة بالكامل، وتكون القيادتان الفلسطينية والإسرائيلية جاهزتين للجلوس على طاولة المفاوضات. وتؤكد الدوائر وجود خارطة أمريكية تبين ترسيم الحدود، ومستندة إلى ما نقلته وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيفي ليفني إلى الولاياتالمتحدة في أواخر ولاية أيهود اولمرت رئيس وزراء إسرائيل، وهذه الأفكار التي نقلت عبر قنوات رسمية وغير رسمية قد تشكل أساسا في المفاجأة الأمريكية المقبلة.