ونحن في خضم الأحداث المتصاعدة حول النيل من رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، دعونا مع نهجه وسنته نتفيأ ظلالها فتكون لنا رجاء من لسعة لا نقوى عليها، فالنصرة المثلى لرسولنا لا تكون إلا باتباع نهجه والتمسك بسنته، فإن القوم يتبعون معنا سياسة الإشغال ونحن نريد أن نؤكد على تمام إصرارنا باتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ففيها النجاة من كل سوء وفساد... وما من سوء وفساد أضر على المسلمين من أخذ الحقوق ونهب الممتلكات واغتصاب ما لا يحل والاختلاس من الأموال العامة، كل ذلك كان أمره عند الله عظيما وهو من الغلول الذي يعد من الكبائر. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره قال: «لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين يوم القيامة أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول يارسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول يارسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك». رقاع تخفق: أي تتقعقع وتضطرب إذا حركتها الرياح وقيل معناه تلمع، والمراد بها الثياب. الصامت: الذهب والفضة، وقيل ما لا روح فيه من الأموال. فماذا بعد هذا التكرار البليغ في مبناه ومعناه.. هلا حاسبنا أنفسنا وحاسبوا أنفسهم أولئك المتهاونون في أخذ ما لا يحق على حساب تضييع وتشريد وتجويع وحياة الآخرين. قال عليه الصلاة والسلام : «يا أيها الناس أدوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله عارا وشنارا يوم القيامة». [email protected]