كنت مصحوبا بسيارة أحد زملائي ممن أحسبهم من التيار المحافظ، فإذا به يستمع لنشيد كنت قد سمعت بكلماته ولحنه من قبل، حاولت العودة بذاكراتي فإذا هي تلك الأغنية لفنانة عربية مشهورة، استفسرت عن ذلك من ذلك الصديق، خاصة أنني أعرف أنه يعتبر الأغاني من المحرمات، فرد على الفور أنها ب«لوك إسلامي»، ويقصد به أنها أصبحت حلالا بعد «أسلمتها»، أو بمعنى صارت إسلامية، ولا مانع من سمعاعها، بعد سحب الموسيقى منها واستبدال مغنيها وبعض كلماتها، لذلك فكرت في هذا التحقيق تساءلت عن أسباب رواجه مع نخبة من المنشدين والملحنين والفنانين: الألحان التراثية المنشد والملحن أمين حاميم أكد أن هذا الأمر لا يكون إلا بزفات الأفراح أو للإهداءت بين الأصدقاء، أما إذا كان غير ذلك فإنه لا يجوز، وبين أن هذا الأمر إذا ما كان موجودا فهو يؤثر على النشيد الإسلامي بنسبة كبيرة. ورأى أن هذا الأمر إذا من خلال الألحان التراثية فلا أرى به شيئاً، أما إذا كان للألحان التي تكون خاصة بالفنانين فهذا أمر لا يحبذ. الأغاني أفضل ومن جهته بين المنشد محمد رباط (مدير مجموعة وصال الفنية)، أن هذا الأمر لا يحدث من جميع الفرق الإنشادية، ويحدث للأسباب عديدة منها، أن نشأة الأغاني (إعدادها) أفضل بكثير من الأناشيد من الناحية الفنية، ووجود اختصاصية في الأغاني وعدم الازدواجية كما يحدث في الأناشيد، والدعم المادي الذي يكون عاملا مهماً في موضوع الإخراج، ولكني لا أرى أن هذا جيد إذا كان يثمر عن أمر حميد، وأضاف «لا يشكل هذا الأمر هشاشة في النشيد الإسلامي بل استفادة من الخبرات الموجودة في الساحة الغنائية». وألمح إلى أن الأغاني تفقد حقوقها بعد مرور 20 عاما، على صدورها، أما بالنسبة للأغاني المعاصرة يمكن التعامل معها بطريقة الفلكلور أو أخذ التنازلات من أصحابها، وغير ذلك يسمى سرقة، وأضاف «تختلف فرق الإنشاد فيما بينها حيث أن هناك فرقاً تخطط للقضاء على هذا الأمر، وفي جهة الأخرى هناك فرق تخطط للاستمرار في هذا الأمر». وتفاءل رباط برقي الأناشيد خلال الفترة المقبلة فقال: «أصبحت الآن الأناشيد تضاهي الأغاني، وأتوقع أن تكون لها السيطرة في المستقبل القريب، لأنها خلقت لعدة أشياء، الاسترزاق من ورائها، ولسد بعض الثغرات، وللاحترافية والوصول بها للعالمية». اختلاف داخلي واختلفت الآراء بين جمهور النشيد بين المؤيد لهذا الأمر والمعارض والغير مهتم، فأكد عبدالرحمن محمد أنه لا يهتم بهذا الأمر أبداً، إذا ما فكر مستقبلا بجلب فرقة إنشادية لتحيي فرحه، بقوله «لا أرى أن هذا الأمر مهم ما دام كل ما تقدمه الفرق الإنشادية مباح شرعاً، ومجاز من قبل العلماء». بينما عارضه يوسف سعيد على أن هذا الأمر مهم جداً تحديده، وقال: «لا أحبذ هذا الأمر لأنه لا يليق بي أبداً، وليس هادفاً، ويدل على أنك تستمع لأغنية من قبل أحد الفنانين أو الفنانات ولكن بلوك إسلامي، ولا أشاهد بينهما فرقاً كلاهما أغنية». ومن جهته أكد وائل محمد أن هذا الأمر يعد أمراً رائعاً وبدل ناجح للتخلص من الأغاني، حيث قال: «أعتبر أن الفرق الإنشادية استطاعت أن تجد بديلا ناجحاً للأغاني الفنانين من خلال هذا الأمر، ولا أرى به عيباً لأنه يمثل أمراً حسناً بعد أن كان سيئاً».