عاد الشتاء وعادت معه الأعشاب. يبدو أن هذا هو لسان الحال في منطقة الحدود الشمالية، فللأعشاب الطبيعية خلال فصل الشتاء البارد أهمية خاصة في وجدان الأهالي خصوصا كبار السن منهم. ورغم التطور الكبير في صناعة الدواء، إلا أن أهالي المنطقة يترددون بكثرة على محال العطارة خلال هذه الفترة لشراء أعشاب استخدموها أيام صباهم واكتشفوا جدوى فاعليتها على الجسم وأصبحت لهم الدواء. ويستخدم الأهالي الأعشاب الطبيعية لعلاج ضغط الدم والسكري والروماتيزم وأمراض البرد والحساسية، ويشرح أبو فيصل «صاحب محل عطارة في عرعر» استخدامات الأعشاب في قوله: إن الحلبة مفيدة للآلام الظهر والروماتيزم والجعد للسكري وجرف الزمان للمعدة والسدر للرأس والمرة تفيد لالتهابات الحلق والصدر وهي كذلك مضاد حيوي ومسكن قوي وليس لها مضاعفات. وتجلب الأعشاب مناطق من خارج منطقة الحدود الشمالية بالإضافة للأعشاب المتوافرة في بقية مناطق المملكة العربية السعودية. ويؤكد أن تركيبات الأعشاب تطورت مع تطور الطب والأدوية، ويقول: «في السابق كان هناك تركيبة أو تركيبتين لكل عشبة، أما اليوم فقد تطور الأمر إلى إدخال عدة تركيبات من عدة أنواع في عشبة واحدة بهدف الوصول إلى العلاج المفيد بنسبة 100 في المائة». ويقدم مثالا على هذا بنبات العشرج الذي يستخدم كملين للبطن، وأدخلت عليه أخيرا عدة تركيبات لرفع مستوى تأثيره ومفعوله بشكل كبير. وتمتاز صحارى المناطق الشمالية بوجود أنواع من النباتات التي استخدمت في الطب والتداوي منذ زمن بعيد، وأثبتت التجارب أن أنواعا كثيرة من الأعشاب تدخل في تركيبة الأدوية كالعشرج والسنا والسنامكي وكذلك الحنظل والشري والجعد التي تستخدم لعلاج الحمى.. وهناك عشبة كف مريم التي تستخدم في الولادة ونبات العلندة الذي يدخل في كثير من المستحضرات الصيدلية والأسخبر الذي ينفع في حالات البرد والمغص الكلوي، فيما يستخدم الشيح في علاج بعض أنواع وأمراض البرد وأمراض المعدة وهو طارد للديدان، كما توجد في الصحراء نباتات أخرى كالقريطة والودينة والعنزروت الينم ولسان الحمل ونبات السولانم وكذلك الكمأة أو الفقع. ويؤكد المواطن ودي العنزي أنه يثق في الأدوية الشعبية وفوائدها على الصحة وأنه ليس لها أي مضاعفات، ويحرص كغيره من الأهالي على التداوي بها خصوصا مع دخول فصل الشتاء، يقول: «هناك أعشاب تغني عن الأدوية».