للأوقاف في تاريخ الأمة الإسلامية دور بالغ الأهمية، وآثار إيجابية واسعة بما لها من منافع شتى لذوي الاحتياجات الخاصة، أو ما يحققه ريعها من دعم لمشاريع خدمية وتعليمية، وإنسانية. ولقد انطلقت مشاريع الأوقاف منذ فجر الإسلام حيث يروي الشيخان في حديث متفق عليه أن أبا طلحة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله أنزل عليك: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، وإن أحب مالي إلي بئر «حاء» وأنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بخ !! ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت. وإني أرى أن تجعلها في الأقربين). فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه). ويذكر التاريخ أن لعدد من الصحابة رضوان الله عليهم العديد من الأوقاف. وتأسيا بالسلف الصالح رضوان الله عليهم فقد شهدت المملكة في السنوات الأخيرة على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إنشاء عدد كبير من الأوقاف الجديدة العملاقة ويأتي في مقدمتها مشروع وقف الملك عبد العزيز رحمه الله للحرمين الشريفين والذي وضع لبناته ورعاه الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله. وفي الأسبوع الماضي نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف والذي نظمته الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الإسلامي تحت عنوان : (الوقف الإسلامي: اقتصاد، وإدارة، وبناء، وحضارة ). وقد أوضح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ رئيس مجلس الأوقاف الأعلى: أن المؤتمر يهدف إلى الإفادة من التجارب الخارجية في إدارة أصول الأوقاف، مع الالتزام بالضوابط والأسس التجارية الشرعية، وصيانة الأوقاف من الأفكار التي تنحرف عن مسارها الصحيح وأهدافها السامية، كما يهدف إلى تشجيع العمل الخيري الوقفي، مع درء مساوىء مركزية اتخاذ القرار بشأن التصرف في أعيان الأوقاف والتقليل من احتمالات الخطأ في اتخاذ القرار الاستثماري لأعيان الوقف. كما أوضح معالي مدير الجامعة الإسلامية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر: أن المجتمعين قد ناقشوا في المؤتمر خلال الأيام الثلاثة أربعة محاور (حقيقة الملكية من أعيان الوقف، إلغاء الوقف بين المكاسب والخسائر الوطنية، الإصلاح الإداري المنشود للوقف، الوقف وتجديد الحضارة الإسلامية) وأن اللجنة العلمية للمؤتمر قد تلقت أكثر من 150 بحثا من باحثين يمثلون 12 جنسية فيما أجازت اللجنة من ذلك 67 بحثا، مشيرا معاليه إلى أن انعقاد المؤتمر الثالث للوقف في المدينةالمنورة يمثل عودة بالوقف إلى جذوره الأولى وموطنه الأصلي، حيث انعقد أول وقف في الإسلام على أرضها.. وأضاف معاليه أن المؤمل من هذا المؤتمر العودة بالوقف إلى سابق عهود ازدهاره بضوابطه وقواعده وأحكامه من خلال مصادرها الأصلية وموقعها من الكتاب والسنة. تبقى من بعد هذا كلمة إنصاف بشأن الحفاظ على الأوقاف سمعتها من معالي الشيخ عبد الوهاب عبد الواسع الذي تولى وزارة الحج والأوقاف لأطول فترة حيث قال: إن للسيد حبيب أحمد عضو مجلس الأوقاف الأعلى ورئيس مجلس الأوقاف في المدينةالمنورة الفضل كل الفضل في الحفاظ على الأوقاف الإسلامية ورصدها بجميع مستوياتها). رحم الله الشيخين وجزى السيد حبيب أحمد خيرا بما خدم به الأوقاف. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة