في خريف عام 1842م قام السيد إبراهام لينكون الذي عين رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية لاحقا بتوجيه نقد لاذع لأحد السياسيين الأمريكيين وإرسال رأيه الخاص للصحف التي قامت بدورها بنشر هذا النقد دون ذكر اسم الكاتب «إبراهام لينكون» فما استكان السياسي المعروف جيمس شيلد بقراءة الخبر إلا وقام بالتقصي عن كاتب هذا النقد، وعندما عرف كاتب النقد امتطى فرسه مسرعا إلى بيت لينكون وطلبه للمبارزة حتى الموت. إن الأحداث اليومية التي تمر بها الشعوب والمجتمعات قد تكون إيجابية أو سلبية، سعيدة أو حزينة، سهلة أو عصيبة على الرغم من ذلك قد تعلم لينكون وأوضح لنا درسا مهما وهو كيفية التعامل مع الأمور والأحداث اليومية، وأن نصب جل تفكيرنا في حل المشكلات لا تضخيمها وتعليق الأسباب والوقوف أمامها بحيرة العاجز! إن المشكلات التي تواجه المجتمع يوميا هي مشكلات حقيقية وقد تكون صعبة ولا نستطيع نكرانها أو التهرب منها ولكن الأهم من ذلك أن نتعامل معها؟ وكيف نضع الحلول والاستراتيجيات التي تضمن عدم تكرارها؟ إن التوسع العمراني والسكاني وتغيرات متطلبات التمدن تحتاج إلى خطط استراتيجية علمية وعملية وأهم من ذلك الالتزام بتنفيذ هذه الخطط وتطويرها والعمل على توسيعها وتوفير الموارد لها. ففي أثناء الحرب المدنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال العام 1863م عين الرئيس إبراهام لينكون أحد الجنرالات المعروفين لدحر أحد الأعداء والذي يعرف بالقائد «ليه» حيث صمد الأخير مدة ثلاثة أيام في شهر يوليو وفي اليوم الرابع بدأ «ليه» في التراجع وكاد الجنرال الأمريكي أن يطبق على جيش «ليه» الذي كان قد حوصر أمام البحر، ولكن الجنرال الأمريكي لم يشأ الحرب فقد قرر التفاوض مع «ليه» متجاهلا بذلك أوامر السيد لينكون الواضحة بدحر العدو. فما كان للقائد «ليه» سوى كسب المزيد من الوقت أمام الجنرال ليستفيد من انخفاض المد والهروب في أقرب فرصة عبر البحر. فماذا كان رد الرئيس لينكون؟ لم يقم بسجن الجنرال أو تسريحه من الخدمة أو وصفه بالمتآمر مع العدو بل قام بكتابة رسالة عبر فيها الرئيس لينكون باستيائه مما حدث من تهاون في العمل بالأوامر! ماذا كان ردة فعل الجنرال؟ هل طلب التقاعد أو اعتذر عن الخطأ؟ لا. لأنه لم يقرأ الرسالة التي كتبها الرئيس لينكون! لماذا؟ لأن الرئيس لينكون لم يقم بإرسالها أصلا. محمد باخريبة