لم يشفع طول المدة التي فصلتنا عن كارثة سيول الأربعاء الأسود، في تجفيف الأمانة للمستنقعات والبرك المنتشرة في أحياء شرق الخط السريع والتي لم تتمكن الشمس حتى الآن من تبخير مائها. وأجمع عدد من سكان أحياء شرق الخط السريع على أنهم أبلغوا غرفة العمليات في أمانة جدة عشرات المرات لتجفيف تلك المستنقعات ورشها بالمبيدات الحشرية، لكن دون جدوى. وأوضح عبدالله الزهراني (من سكان حي السامر) أنه طالب وأهالي الحي الأمانة مرات عدة لشفط المياه الآسنة التي تحاصر منازلهم وتمنعهم من الخروج والدخول إليها بأمان، إلا أننا لم نجد أي رد فعل من قبلها حتى الآن. ويشدد خالد المفضلي (من سكان حي التوفيق) على أهمية الإسراع في شفط مياه البرك الراكدة داخل الأحياء السكنية، محملا الأمانة مسؤولياتها في حال إصابة سكان الحي بأمراض وبائية معدية. وطالب المفضلي برش جميع البرك والمستنقعات المتجمعة حول المنازل والمدارس والمساجد بعد تجفيفها فورا، كونها أصبحت تهدد الصحة العامة. وهو ما شدد عليه سعد الغامدي (من سكان حي الأجواد)، إذ طالب بتكثيف عمليات الرش اليومية للمواقع المتضررة بعدما انتشرت أسراب البعوض في الأحياء السكنية والتي لم تعد تنفع معها المبيدات الحشرية المتداولة في الأسواق ويخشى من نقلها للأمراض والأوبئة. ويؤكد المعلم في مدرسة ابتدائية حي السامر عبدالله الحربي أن تأثير لسعات البعوض على الطلاب الصغار بدا واضحا، ما ساهم في رفع معدلات الغياب التي تسجلها المدرسة يوميا، مشيرا إلى أن حالات ارتفاع درجات الحرارة بين الطلاب في تزايد مستمر، مرجعا السبب في ذلك إلى انتشار الحشرات الناقلة للأمراض حول المستنقعات التي تحيط بالمدرسة التي يدرس فيها. وفيما كان حامد البلوي ينتظر خروج ابنته (تلميذة في الثالث الابتدائي) من مدرستها قال ل «عكاظ»: أحرص على إيصال ابنتي إلى مدرستها وإعادتها إلى المنزل بنفسي، رغم قربه من المدرسة، مبررا ذلك بأنه لا يريدها أن تتلوث بالمياه الآسنة التي تحاصر مدرستها وتحديدا عند المدخل. وتساءل البلوي عن سبب بقاء هذه المياه رغم أن المدة التي تفصلنا عن سيول الأربعاء تصل إلى شهر ونصف.