إن مما يؤسف له جرأة البعض من طلاب العلم والمتسلقين على أبوابه بالإفتاء في الكثير من الأمور بغير علم إلا ما قد يلتقطونه عبر الشبكة العنكبوتية من معلومات في معظمها مشوش. بل ومغلوط في البعض منه. وهذا ليس تقليلا من أهمية ما يقدمه الانترنت من معلومات وإنما هو تفنيد لما ينقل عنه من معلومات يريد بها المضللون والذين في قلوبهم مرض الإساءة لدين الإسلام وماجاء من الأحاديث النبوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فالواقع أن في الشبكة العنكبوتية كثير من المعلومات المفيدة والروايات الصحيحة لكن في الوقت نفسه هناك أيضا الكثير من الروايات المغلوطة والأحاديث المكذوبة، والمعلومات الضالة. ولقد صدق من قال: إننا لو أخذنا أمور ديننا من الانترنت فقط لوجدنا أننا أمام دين آخر غير دين الإسلام الذي بعث الله به نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. ولذا فإن على من يريد أن يأخذ من الانترنت أن يتثبت من الأسانيد وأن يتأكد من مطابقة ما ينقل من مرويات مع ما جاء في كتاب الله، فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إذا سمعتم بمن يروي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضوه على ما جاء في كتاب الله فإن خالفه في شيء فارفضوه).. وذلك بالطبع لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أوتيت الكتاب ومثله معه). وعنه صلى الله عليه وسلم أيضا قال: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي). وبالطبع فإن كتاب الله لا يأتيه الباطل، لأن الله جل جلاله قد حفظه لقوله تعالى: (نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، كما أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اجتهد العلماء من قديم الزمان في تحقيق الصحيح منها وإثبات الحسن والضعيف والموضوع، وذلك وفق معايير لا تخطىء ولم يعد ثمة داع للاستشهاد بغير ما صح بالأسانيد المتفق عليها ففيها ما يكفي لأداء ما فرضه الله علينا أو سنه رسوله صلى الله عليه وسلم. وأعود لما بدأت به من جرأة البعض على الفتيا في قضايا لو اجتمع لها أهل بدر رضي الله عنهم لترددوا في البت بحكم فيها خوفا من الله القائل في محكم كتابه في سورة النحل: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون). كما يقول عز من قائل في سورة يونس: (قل أرأيتم ماذا أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل أآلله أذن لكم أم على الله تفترون). وفي الأحاديث النبوية الكثير مما ينهى عن الافتراء على الله ورسوله والتي تهيب بسببها العلماء الأجلاء من الفتيا في كثير مما يسألون عنه في الوقت الذي نسمع على شاشات التلفزيون وبعض الصحف من الفتاوى ما يهد الجبال هدا، حيث يحلل بعضهم ما يشاء ويحرم ما يشاء بغير سند من كتاب ولا سنة إلا ما يتناسب وهواهم من المرويات المكذوبة أو الضعيفة حتى لكأنهم المعنيون بقول الحق سبحانه وتعالى: (قل أتعلمون الله بدينكم).. إن كثرة الفتاوى التي يقول بها بعض طلاب العلم ومتسلقيه قد جعلت الكثير من عامة الناس في حيرة من أمرهم وذلك ما لم يأذن به الله خاصة أن الشريعة في مصادرها الصحيحة صالحة لكل زمان ومكان، ولكن مشكلتنا مع الذين يقولون بغير علم وفي أمور الدين التي هي كالنور المبين بما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة مما سنكمل به الحديث غدا إن شاء الله. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة