.. سئل الإمام أبو حنيفة رحمه الله وهو في المدينةالمنورة عن بعض المسائل الفقهية فاعتذر عن الإجابة: ب «لا أعلم»!!. ولما سئل عليه رحمة الله عن السر في عدم الإفتاء وهو العلامة الفقيه؟ فقال: (أخشى أن يتبين لي رأي آخر بعد مغادرة المدينةالمنورة فيما سئلت عنه بغير ما أجبت فأين لي ساعتئذ بمن يصحح للسائلين إجابتي). هكذا كان يتحوط العالم الفقيه صاحب المذهب المعتمد مثله مثل الإمام مالك رحمهما الله، فقد سئل مالك عن مائة وثلاثين قضية أجاب على ثلاثين منها ب (لا أدري). هذا في الوقت الذي نسمع فيه من خلال القنوات الفضائية مثلما نقرأ على صفحات الجرائد من الفتاوى التي يقول بها بعض طلاب العلم ومتسلقيه ما بين الليل والنهار مئات بل الكثير منها بلا سند ولا استشهاد بآية من الكتاب الكريم، أو حديث صحيح، في الوقت الذي يقول فيه الحق سبحانه وتعالى في سورة النحل: (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون). كما روى الإمام مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم). وبرواية الإمام مسلم أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع). ولعل ما هو أدهى وأمر أن من المتسلقين للشهرة في القنوات الفضائية أو الصحف والمجلات من يأبى الأخد بالحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم معللا بأن في القرآن ما يكفي، في الوقت الذي نعرف جميعا أن كثيرا من الأحكام والعبادات قد جاء تفصيلها في الأحاديث النبوية وذلك ما تؤيده جملة من الأحاديث النبوية ومنها ما رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه والبيهقي في دلائل النبوة: عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه). وعن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله)، رواه أبو داود بسند صحيح وكذا ابن ماجه والدارمي. وعن العرباص ابن سارية قال: قام رسول الله فقال: (أيحسب أحدكم متكئا على أريكته يظن أن الله لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن؟! ألا والله قد أمرت، ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر). وفي حديث متفق عليه بالصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب فحمد الله، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية). وأختم بالذي بدأت به بالأمس عن جرأة بعض طلاب العلم ومتسلقيه على الفتيا بغير علم، وإنما يلتقطون المتشابه والضعيف والمكذوب مما يصلون إليه من خلال الشبكة العنكبوتية التي لا أقلل من أهمية ما تحمله من معلومات ولكني لا أرى نفعا في الاعتماد عليها مطلقا وبالذات فيما يخالف كتاب الله أو الأحاديث الصحيحة وهي بلا شك معروفة قد تم توثيقها منذ أكثر من ألف وثلاثمائة سنة.. والله الهادي إلى سواء السبيل. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة