أدهش مسن سكان مخيم إيواء النازحين من القرى الحدودية في أحد المسارحة، حين لفتت قصة وفائه وحبه لزوجته الانتباه، رغم زحمة آلام البعد عن الديار، إذ أقسم أن يحملها ويرعاها في مرضها حتى آخر يوم في حياته. ينقل يحيى هزازي زوجته المعاقة في عربة نقل أسمنت ومؤن بناء ويجوب بها الأماكن بحب كما يصف: «تعرضت زوجتي للشلل منذ ولادتها، ومن ذلك اليوم وهي معوقة ولن أتخلى عنها بل أنني أشعر بالسعادة لأنها تشاركني حياتي». طريقة نزوح يحيى وزوجته فاطمة هزازي من قرية القرن التابعة لمحافظة الخوبة كانت مختلفة ومثار إعجاب السكان حيث نقل الزوج رفيقة دربه على العربة مسافة 40 كيلو مترا. يتحدث هزازي عن تجربته: «انتقل الناس بسيارتهم ودوابهم ولكن لم يكن لدي القدرة على استئجار سيارة ونقلت زوجتي بالعربة رغم حرارة الجو والخوف من المتسللين، وأنقذني رجل أمن في مدخل مدينة الدغارير كان شهما قدم لنا الماء والأكل وأوصلنا إلى المخيم». يخرج يحيى ابتسامة خجولة عند سؤاله عن قصة حبه من ابنة عمه فاطمة: «لم يكن أحد يساويها ولن يكون، خرجت على الدنيا وهي أمامي فتعلق قلبي بها وعاهدت نفسي أن لا أفارقها وأبقى في خدمتها فهي الزوجة والحبيبة والصديقة». أمنيات يحيى وفاطمة متطابقة في كل شيء ويتفقان على أن تكتسي بثوب الصحة والعافية ويبقيان لبعضهما إلى «أن يشاء الله سبحانه الكريم» كما يحبان أن يختمان حديثهما. يرخي يحيى وفاطمة ستار خيمتهما ويدخلان في مسامرات عن قصص الماضي وسط آمال لا تتعدى العودة إلى قريتهما الهادئة في شوق لرائحة خبز التنور ومراعي الأغنام وحكايات الأقارب والسوق وما يحوي من جديد وغريب.