بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أصحاب السمو والفضيلة والمعالي أصحاب السعادة أيها الإخوة الحضور أبنائي الطلبة والطالبات الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يسعدني أن أكون معكم، مع هذا الجمع الطيب في رحاب هذه الجامعة جامعة الملك سعود العريقة في هذه المناسبة الطيبة، مناسبة التقنية والاستدامة في العمران. أيها الإخوة تشهد المملكة في حاضرها الزاهر توسعا عمرانيا وتناميا كبيرا، كل ذلك بفضل الله أولا ثم بفضل ما تعيشه المملكة من تنمية طموحة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظهما الله». وقد سرنا طرح قضية التقنية والاستدامة في العمران في هذا المؤتمر، لأن هذا التوسع العمراني يتطلب دراسة متعمقة تقود إلى تكوين بيئة عمرانية ثرية. وفي الحقيقة إن توفر الإمكانيات المادية وحده لا يكفي ما لم تدر هذه الإمكانات بفكر مستنير وتجربة عريقة وأسس واضحة ودقيقة، ولذلك نتطلع أن تسهم مؤسساتنا التعليمية في تحقيق هذه الفوائد السامية في الجوانب العمرانية وغيرها تجاه مجتمعها الذي تنتمي إليه وتستمد وجودها منه. أيها الإخوة إن نجاح أي أمة من الأمم يعتمد في الأساس على إنسان هذه الأمة ونظرته لقيم العمل والعطاء، ولذلك نتطلع أن يتسابق الجميع لثقافة الإنتاج و الإبداع وأن تتغلب هذه الثقافة على ثقافة الاستهلاك. والعالم اليوم تتسارع خطاه نحو ميادين المعرفة والإنجاز، ولا مجال في هذا السباق لمتكاسل تجاه قدرة نفسه وحق أمته ووطنه. وثقتنا أيها الإخوة في أبناء هذا الوطن كبيرة فدولتهم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين هيأت لهم كافة الإمكانات وأنشأت لهم المؤسسات التعليمية المتخصصة، ومن ذلك الجامعة الطموحة التي أشكر لمديرها الدكتور عبد الله العثمان وزملائه وزميلاته جهودهم المخلصة. ونأمل من هذه الجامعة والجامعات السعودية الأخرى الارتقاء بالتعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا إلى المستوى الذي يقودهم لبناء قاعدة صلبة تتأسس عليها كافة مشروعاتنا الحضارية والتنموية وتضع بلادنا على أرض العالم المتقدم.