أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إن نجاح أي أمة من الأمم يعتمد في الأساس على إنسان هذه الأمة ونظرته لقيم العمل والعطاء، ولذلك نتطلع أن يتسابق الجميع لثقافة الإنتاج والإبداع وأن تتغلب هذه الثقافة على ثقافة الاستهلاك. واضاف سموه خلال افتتاحه امس أعمال مؤتمر «التقنية والاستدامة في العمران» الذي تنظمه كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود، وسط مشاركة أكثر من 100 باحث ومتخصص من أكثر من 42 دولة: إن العالم اليوم تتسارع خطاه نحو ميادين المعرفة والإنجاز ، ولا مجال في هذا السباق لمتكاسل تجاه قدرة نفسه وحق أمته ووطنه . وقال سموه : تشهد المملكة في حاضرها الزاهر توسعا عمرانيا وتناميا كبيرا ، كل ذلك بفضل الله أولا ثم بفضل ماتعيشه المملكة من تنمية طموحة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظهما الله» . وقد سرنا طرح قضية التقنية والاستدامة في العمران في هذا المؤتمر لأن هذا التوسع العمراني يتطلب دراسة متعمقة تقود إلى تكوين بيئة عمرانية ثرية. واضاف: في الحقيقة إن توفر الإمكانيات المادية وحده لا يكفي ما لم تدار هذه الإمكانات بفكر مستنير وتجربة عريقة وأسس واضحة ودقيقة ولذلك نتطلع أن تسهم مؤسساتنا التعليمية في تحقيق هذه الفوائد السامية في الجوانب العمرانية وغيرها تجاه مجتمعها الذي تنتمي إليه وتستمد وجودها منه . وثقتنا أيها الأخوة في أبناء هذا الوطن كبيرة فدولتهم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين هيأت لهم كافة الإمكانات وأنشأت لهم المؤسسات التعليمية المتخصصة ومن ذلك الجامعة الطموحة ، التي أشكر لمديرها الأخ الدكتور عبدالله العثمان وزملائه وزميلاته جهودهم المخلصة . ونأمل من هذه الجامعة والجامعات السعودية الأخرى الارتقاء بالتعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا إلى المستوى الذي يقودهم لبناء قاعدة صلبة تتأسس عليها كافة مشروعاتنا الحضارية والتنموية وتضع بلادنا على أرض العالم المتقدم. وكان في استقبال سموه في مقر الحفل صاحب السمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، ووزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، ووكلاء الجامعة. وكان المؤتمر بدأ بتلاوة آي من القرآن الكريم، ثم شاهد الجميع فيلما وثائقيا يحكي أهداف مؤتمر التقنية والاستدامة في العمران ثم ألقيت كلمة الشراكة الطلابية ألقاها الطالبان إبراهيم الجبهان والطالبة أبرار الإبراهيم عبرا فيها عن شكرهما لسمو النائب الثاني على رعاية هذا الحفل. من جانبه أكد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبدالعزيز المقرن أن المؤتمر يهدف إلى إحياء دور العمارة والتخطيط في تحقيق مبادئ الاستدامة والمساهمة الفعلية في رفع مستوى البيئة العمرانية من خلال تطبيق الإمكانات التقنية الحديثة، وكذلك دعم التعاون البناء بين العلماء والممارسين والمطورين لسد الفجوة الكائنة بينهم ولتحقيق التكامل المهني والمعلوماتي في مجالات التقنية من اجل الاستدامة. وأشار إلى أن اللجنة المنظمة للمؤتمر وافقت على مناقشة 93 بحثا خلال جلسات المؤتمر، بعدما تلقى المؤتمر ما يقارب 400 ملخص للبحوث المقترحة مقدمة من 60 جهة أكاديمية ومهنية من 42 دولة عربية وأجنبية. عقب ذلك، افتتح سمو النائب الثاني مبنى كلية العمارة والتخطيط، ودشن مكتبته الرقمية. ودشن سمو النائب الثاني المقر الدائم لكرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، ثم شاهد الجميع عرضا وثائقيا عن الكرسي. ثم دشن سموه موقع منظومة الابتكار . وألقى البروفيسور الألماني مورو كلمة ضيوف المؤتمر عبر فيها عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر المهم ، مؤكدا أن موضوع المؤتمر أسهم في جذب كثير من الباحثين والعلماء المتخصصين من الجامعات والمؤسسات العلمية العالمية. وقال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان كلمة أعلن خلالها إطلاق اسم سمو الأمير نايف بن عبد العزيز على مركز الأبحاث في كلية الطب ليصبح «مركز الأمير نايف للأبحاث الصحية» تقديرا من الجامعة لدعم سموه المالي والمعنوي للحراك التطويري للجامعة. وأوضح الدكتور العثمان أن «مركز الأمير نايف للأبحاث الصحية» سيعمل على تعزيز البحث العلمي والتدريب لتوليد المعرفة وتوظيفها لتحسين جودة الخدمات الصحية وبناء جيل من الباحثين الأطباء ومد جسور التعاون مع أشهر المراكز العلمية العالمية، مشيرا إلى أنه يتبع للمركز ثلاثة برامج عالمية مرتبطة بجامعات مرموقة وهي برامج الأمير نايف العالمية في كل من أمريكا وكندا وفرنسا. وأكد مدير جامعة الملك سعود أن رعاية سمو الأمير نايف بن عبد العزيز لمؤتمر التقنية والاستدامة في العمران يعد تشريفا للجامعة وتكليفا لها بضرورة مضاعفة الجهد العلمي للمشروعات البحثية للارتقاء العلمي وتحقيق أعلى الرتب في سلم الريادة .