كثرت رسائل الأهل والأصدقاء والأحباب تلك المهنئة بالعام الهجري الجديد، وتنوعت هذا العام وكان الملفت فيها كثرة المعتذرين عما قد يكون بدر منهم من أخطاء بحق أصحابهم وأهليهم وكنت واحدا ممن وصلتهم بعض تلك الرسائل، ووجدتها فرصة ومناسبة لقراءة في الهجرة على الصعيد النفسي، إذ يبدو أننا بحاجة لها هذه الأيام لأسباب عدة، أولها أن التلوث الذي عقدت له قمة عالمية في كوبنهاجن ليس ظاهرة مادية فقط، وإنما هو تلوث فكري، ولا أدري متى يستيقظ سكان الأرض ليتداعوا لعقد مؤتمر لمناقشة التلوث الفكري الذي سيطر على عقول الكثيرين، ونصب لهم أصناما لا تقل خطورتها عن أصنام أهل الجزيرة قبل الإسلام، والملفت بهذه المناسبة كثرة الخطباء والمتحدثين عن الهجرة باعتبارها انتقالا من مكة إلى المدينة، وقد ركز أغلب المتحدثين على الرحلة والكيفية التي تمت بها، ونسوا أسبابها ودوافعها وفلسفتها، نسوا أن الهجرة احتاجها النبي لأصحابه كي يبعدهم عن الفكر الملوث وعن الظلم والأذى، ثم وجد أن هجر المكان الذي امتلأ ظلما كان أمرا ضروريا، ولم تكن هجرة أبدية لذلك المكان فقد عاد المهاجرون من مكة إليها فاتحين بعد ثمانية أعوام من تركها، ومن حق الكثيرين أن يتساءلوا بهذه المناسبة لم اتفق فضلاء الأمة على اعتبار الهجرة ابتداء للتاريخ والتأريخ؟ ولم وجدوا في الهجرة بداية مرحلة جديدة في التاريخ؟ ولماذا لم يؤرخوا من بداية الوحي؟ أو من وفاته عليه الصلاة والسلام؟ وبتقديري أن للهجرة مدلولا كمن وراء اعتماد أولئك النفر العقلاء والفضلاء والحكماء وأهم ما يميزهم رشدهم فحازوا لقب الخلفاء الراشدين، هذا المدلول بتقديري ربما كان الأهمية القصوى لترك وهجر المفاهيم الخاطئة، فالهجرة بهذا المعنى جاء الأمر بها مع أول لقاء بين المصطفى عليه الصلاة والسلام وجبريل، ومع أن الشائع عند الكثير من العلماء أن أول ما نزل من القرآن هو قول الله عز وجل: (اقرأ) ،إلا أن بعض العلماء يؤكد أن أول ما نزل قوله عز من قائل: (ياأيها المدثر* قم فأنذر* وربك فكبر* وثيابك فطهر* والرجز فاهجر). والرجز لفظ يحمل معان عدة، فهو الإثم، وهو الأوثان، وهو العذاب، أو العمل المؤدي للعذاب بدليل قوله: (ولما وقع عليهم الرجز قالوا يموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل). للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 6327389 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]