رأى الناقد سعد البازعي «أن مقال السيرة الذاتية شكل من أشكال الثقافة الطارئة على حياتنا الثقافية والاقتصادية والوظيفية، جاءتنا ضمن طوارئ ثقافية كثيرة أخرى استلزمتها المتغيرات الحضارية التي مررنا بها ولا نزال». وتوجه الدكتور البازعي (عضو مجلس الشورى ورئيس نادي الرياض الأدبي) للمشاركات والمشاركين البارحة الأولى في ليلة تكريمه في اثنينية عبد المقصود خوجه في جدة، بالقول: «لعل من الطريف أن يدل مفهوم السيرة في جذره اللغوي اللاتيني على «مسيرة حياة الإنسان»، كأن مجموع الوظائف التي شغلها الإنسان وما ناله من شهادات وخبرات كاف لاختصار مسيرة حياته، لكنه الطابع الاقتصادي / العملي الذي تشكل به المفهوم في مرحلة من مراحل تطور الحضارة الغربية، الذي جعل تلك الوظائف والخبرات وما إليها هي الزبدة في حياة الانسان..». وتابع قائلا: «في «ثقافة الصحراء» وجدت نفسي مشغولا ليس بالأدب فحسب، وإنما بالقضية التي لم تزل تلازمني على امتداد أوراق بحثية ومحاضرات وكتب أخرى: قضية الهوية .. وأظنني لو بحثت عن كلمة تشكل لازمة متكررة في مجمل ما كتبت ستكون «الهوية»، فكأن سؤال الهوية وما يزال سؤالا وجوديا ومعرفيا وثقافيا». واعتبر البازعي في ختام حديثه أنه غير واثق بالتأكيد أنه خدم الثقافة التي ينتمي إليها على النحو الذي تمنى، لكنه يذكر عندما كتب مقالا في الجنادرية قبل عشرين عاما حول الرومانسية في الآداب الأوروبية، كتب أحدهم معلقا وساخرا «لم نعهد البازعي متخصصا في الآداب الأوربية»، وكنت سعيدا بهذا التعليق لأن معناه أنني تركت انطباعا لدى ذلك الكاتب أنني أقرب إلى الأدب العربي منه عن الأدب الأوروبي. الشيخ عبد المقصود خوجه قال في كلمته الترحيبية «إن البازعي ألف العديد من الكتب متناولا شتى المواضيع، وأحسب من أهمها كتابه «المكون اليهودي في الحضارة الغربية».