الحصول على الغذاء الصحي المتكامل لا بد أن يتم بطرق تضمن صحته وتكامله وخلوه من السموم، وذلك من خلال الاتجاه إلى الزراعة العضوية الحديثة التي تعتمد في مبادئها على زراعة الأجداد، ولكن بشكل علمي ونظريات حديثة. فالزراعة العضوية لها مفهوم علمي يوصي باستخدام الأسمدة الطبيعية والخالية تماما من أي مبيدات أو إضافات أو تراكيب كيميائية مصنعة، ويمنع فيها منظمات النمو أو أي ما هو مهندس وراثيا، فهي نظام فطري موروث مطور بالطرق العلمية يهدف لخلق توازن صحي بيولوجي للبيئة المحيطة. الزراعة العضوية تعتمد على الدورات الزراعية والأسمدة الطبيعية الناتجة عن مخلفات الحيوان والنبات والتي تعرف ب(الكمبوست)، كما تعتمد في مكافحتها على كائنات حية (العدائيات) وهذه الطريقة تعرف بالمكافحة الحيوية. فالزراعة العضوية ضرورة حتمية للحد من الانتشار الكبير للزراعة الحديثة والتي تعتمد على مركبات كيميائية ومبيدات سامة تضر بصحة الإنسان، فمن المعروف أن زيادة الكمية في الإنتاج دائما وأبدا يكون على حساب الجودة في الغذاء في وقت نحن في أمس الحاجة للحصول على غذاء صحي متكامل خال من جميع مسببات الأمراض الخطيرة، والتي للأسف أخذت تنتشر في عصرنا هذا بشكل سريع ومخيف؛ نتيجة الاستخدام للزراعة الحديثة بمبيداتها وتراكيبها الكيميائية السامة. وكل ذلك طمعا في الحصول على المردود المادي الكبير والسريع بالرغم من علمنا المؤكد بأن ما نكسبه من أموال نتيجة ذلك التطور والسرعة حتما سوف ننفقه ونزيد لتلافي أمراض فتاكة الكثير منها لا يكفيه أي إنفاق من الأموال لاسترجاع صحة مفقودة أو عيش رغيد خال من المآسي الأسرية والمجتمعية. مركز الأبحاث الزراعية في القصيم تبنى فكرة المبادرة الأولى في المملكة لتطبيق ونشر هذه الزراعة العضوية الحديثة والعمل على الرجوع للطبيعة المتوازنة، حيث اهتم المركز خلال الموسمين السابقين بدراسة وتطبيق الزراعة العضوية (الزراعة النظيفة) ومنذ نهاية عام 2005م قام المركز بتنفيذ بعض الإجراءات والعمليات الزراعية التطبيقية، وهي إيقاف استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية في حقول المركز والمحطة، وإنشاء مكمورتين في المركز والمحطة، والنتيجة كانت مذهلة والأمل في أن يتم تعميمها واعتمادها. م. زراعي، سلطان بن محمد العيد مركز الأبحاث الزراعية في القصيم عنيزة