أصبحت الزراعة العضوية جزءاً من حديث الناس اليومي، كبديل طبيعي وصحي وآمن لغذاء الإنسان، فقد بات المستهلك يفضل الإنتاج الزراعي العضوي، حيث يمنع في نظام الزراعة العضوية منعاً باتاً، استخدام الأسمدة المعدنية والمبيدات الحشرية أو تضمنها جينات معدلة أو مهندسة وراثياً، والاعتماد إلى حد بعيد على دورة المحاصيل وسماد الماشية البقوليات، بهدف إنتاج زراعي ذي جودة عالية آمن وخالٍ من متبقيات المبيدات، وتبدي وزارة الزراعة اهتماما كبيرا، لدعم برامج الزراعات العضوية وإنتاج المحاصيل النظيفة والتحول إلى النظم الزراعية الآمنة والصحية من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية المحلية، حيث دشن معالي وزير الزراعة الدكتور مؤخرا الشعار الوطني السعودي للمنتجات العضوية، وبحسب إحصاءات الوزارة، فإن المساحات المرخصة للزراعة العضوية على مستوى المملكة، بلغت حوالي 15497 هكتارا، تمثل 51 مزرعة، بينما 13مزرعة في طريقها للتحول لتقنية الزراعة العضوية، فيما تعتبر الرياضوالقصيم والجوف من أكثر المناطق التي تطبق تقنية الزراعة، بعكس محافظة الأحساء التي تأتي متأخرة في هذا المجال بعدد 6مزارع فقط. ويرى مختصون أن الزراعة العضوية ستكون مستقبل الزراعة في المملكة، ولكن إذا أديرت بشكل احترافي، مرجعين ذلك الطلب المتزايد على الأغذية العضوية غير الملوثة يعتبر حافزاً للمزارعين لتحويل مزارعهم إلى مزارع عضوية. وقال أستاذ كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة القصيم الدكتور محمد زكي الشناوي، إن الزراعة العضوية هي نظام زراعي لإنتاج الغذاء مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على البيئة كذلك الأخذ في الاعتبار القدرة الطبيعية للتربة والنبات والحيوان كأساس لإنتاج غذاء ذي صفات جيدة وقيمة صحية عالية، كما أن الزراعة العضوية تحد من الإضافات الخارجية، بمعنى عدم استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات والهرمونات والتغيرات الجينية، بواسطة الهندسة الوراثية. أما المتطلبات اللازمة، لكي تكون المزرعة أو المنتج عضوياً، لابد من اعتماد المزرعة أو المنتج عضوياً، بشهادة تمنح من خلال منظمات أو جمعيات عالمية خاصة، تقوم باعتماد المنتج العضوي من خلال عدة إجراءات وشروط تطبقها المزرعة، وهي مؤسسات تقوم بالتأكيد من تنفيذ قوانين الزراعة العضوية (القوانين الأوربية أو الأمريكية أو اليابانية أو السعودية) لكي يسمح لها أن تكون منتجاتها عضوية وتضع الشعار العضوي على منتجاتها. بينما لا توجد تقنيات معقدة تُستخدم في نظم الزراعة العضوية، لأنها في الأصل نظام يعتمد على العودة للطبيعة في كل شيء، ولكن عند الرغبة في إنتاج الكمبوست ( السماد المخمر) و هو حجر الأساس في الزراعة العضوية, فيمكن استخدام ماكينات خاصة تقوم بتقطيع المخلفات النباتية مع خلطها وتقليبها وترطيبها لإنتاج هذا الكمبوست بكميات كبيرة للمزارع الكبيرة.