أثني وأثلث إلى جانب كثير من كبار كتابنا في عكاظ وغيرها مثل الدكتور سعد الغامدي وعبد الله أبو السمح وجهير المساعد ممن لوحوا بإشارات مطالبين السلطات في مملكة الإنسانية بتعويض أسرة البطل الباكستاني علي فرمان خان الذي آثر إنقاذ الكثير من الأرواح في فاجعة الأربعاء الأسود في جدة بدلا من الهروب من السيل الجارف والاحتماء واللجوء إلى «جبل أو جدار يعصمه من الماء»، وواصل عمله البطولي حتى جرفه السيل العتي.. أعجبتني مطالبات هذه الأقلام بتكريم هذا الشاب الذي شعر باختصار أنه ابن هذه الأرض التي يعيش ويعمل فيها وعليها، وأن عرى الدين الحق هي التي تربطه بأخوة ليس لها مثيل بهؤلاء ال «14» الذين أنقذهم ليذهب هو والغريق الخامس عشر شهيدين إن شاء الله. نعلم أن القيادة وعلى رأسها الملك عبد الله لن يفوتهم تكريم بطل على الحقيقة في الكوارث سيظل في ذاكرتنا أطول عمرا من بطل السينما الذي يشاركه الانتماء وجذور في شبه قارة غاندي أميتا باتشان الذي يقتل ألف خصم ب «دوبلير»، كما أن بطولته وفدائيته التي جاءت من وازع ديني واجتماعي صرف ذكرتني بهدفي الطيار السعودي عايض الشمراني الذي أسقط طائرتين معاديتين في حرب تحرير الكويت وفي طلعة واحدة والتي كانت أكثر أهمية من أهداف المنتخب مجتمعة والتي جاءتنا بكأس آسيا لأول مرة في «1984». فرمان بطل يستحق أن نرعى أسرته وأن يصيبها من خير بلادنا ما أصاب غيره في العالمين إلى جانب تخليده بإطلاق اسمه على الشارع الذي شهد فصل بطولته لا بل بطولاته، وهو بلا شك جدير بذلك شأنه شأن ذلك المهندس الألماني «بريمن» الذي تحول اسمه لدى العامة وملفات أمانة جدة إلى «بريمان» بعد أن سمي أحد أحياء شمال شرق جدة باسمه وفاء من هذه البلاد وقادتها وأبنائها تجاه من قدموا خبراتهم وجهودهم بل وأعمارهم من أجل النماء والأمان في بلادنا، فبريمن هذا قدم حياته في نهاية السبعينيات الميلادية عندما كان مع شركته الألمانية وأمانة مدينة جدة بصدد تخطيط الأحياء الجديدة في هذه المنطقة من جدة، ليضل بريمن الطريق في كثبان المنطقة الرملية ويضيع ويموت عطشا وليدفن في الرمال إلا أنه ظل خالدا في وجداننا كلما جاء ذكر حي بريمان «بريمن» يستأهل و«فرمان» يستأهل أكثر!. فاصلة ثلاثية للشاعر عبد الله عبيان اليامي: تعالي بحر جدة كسر خاطر الزوار ولا فيه غيرك لا لفى يجبر أحزانه عطيني يمينك والشوارع زهر وأمطار نطوف السحاب ويفتح الفجر بيبانه مثل معطفك لا فل ريشه وشب النار وجمّع يدينا البارده تحت جنحانه