أثار استشهاد الدكتورة سعاد عبد العزيز المانع بأقوال للجاحظ ضد المرأة في محاضرتها أخيرا في حائل جدلا بين أوساط المشاركات في المداخلات، حيث عللت منيرة عبد الله الثويني «عدوانية الجاحظ للمرأة حسب رؤيتها» بالقول: «الجاحظ ولد ولديه هذا العداء ضد المرأة، فأخذ يحاربها في القول، فلا نجد للمرأة صدى واسعا عنده في مجال الغزل رغم بلاغته المشهورة». وأضافت منيرة في مداخلاتها على محاضرة المانع: «ربما لدمامة الجاحظ ومعرفته يقينا أنه ليس له عند النساء قبول أثر على نفسيته». وأبدت الدكتورة ثناء عياش استغرابها من «موقف الجاحظ الذي روى مجموعة من الأقوال في وصف المرأة دون أن يتبع ذلك بتعليق أو تعليل وهو الذي يعلي من شأن العقل والدليل والبرهان». فردت المانع أنها لا تعلم «مدى تأثير عدم قبول النساء للجاحظ على نفسيته»، وأنها «تحتاج لإعادة النظر في هذه الرؤية». وكانت اللجنة النسائية في نادي حائل الأدبي قد دعت أخيرا لمحاضرة «صورة المرأة في التراث الأدبي عند العرب» للدكتورة سعاد المانع مساء الأربعاء الماضي في النادي، وأدارت الحوار فاطمة اليحيا. وتناولت المانع صورة المرأة في التراث، مقتصرة على القرون الأربعة الأولى من خلال استعراض الأخبار والمرويات عنها والمنتشرة في كتب الأدباء، ككتب الجاحظ وابن المقفع، منوهة «أن صورة المرأة تتسم في بعض الأقوال بالسلبية لكن ليس في جميع المقولات». وأثريت المحاضرة بالمداخلات التي استهلت بمداخلة الدكتورة دعد الناصر من جامعة حائل ذكرت فيها «أن صورة المرأة في الأدب الشعبي تتمدد على فضاءات جنسية واسعة سالبة القيمة، حيث يراها الأبطال جنسا مفرغا من إطار العقلانية والحضور العاقل الفاعل، وأن ذلك يخالف الواقع التاريخي الذي يشهد لحضور فاعل حقيقي للمرأة». وأشار رشيد الصقري في مداخلته إلى أن عنوان المحاضرة لم يطابق محتواها، «فالمحاضرة اقتصرت على القرن الثاني والثالث وكان الأنسب هو صورة المرأة في كتب التراث العربي». ووافقت المانع على ما طرحه الصقري، وقالت: «لم أذكر أن كل تراثنا ضد المرأة، بل ذكرت أن صورة المرأة في القرن الأول الهجري كانت مشرقة، لكنها انحصرت في دائرة ضيقة بعد ذلك». واعتبرت الدكتورة الجوهرة الجميل «أن النصوص المشار إليها في المحاضرة عن المرأة مؤلمة، وتحتاج المخطوطات إلى تحقيق للتأكد من صحتها»، مشيرة إلى «أن الشعر أشار إلى وصف الجسد أكثر من وصف العقل، وأن ذكر الجواري بدأ في العصر العباسي عند زيادة الترف وكثرة الجواري والتنافس على اقتناء أجملهن». ولاحظت الدكتورة ميرفت عمر وجود «مبالغة فيما قيل من ضرورة عدم تعليم المرأة الكتابة والاكتفاء بتعليمها القرآن الكريم فقط، لا سيما وقد عرف عن الخنساء براعتها في قرض الشعر وما عرف عن السيدة عائشة حينما كانت تروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعلم النساء، كذلك السيدة رفيدة الطبيبة التي خرجت في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم». وفي مداخلة للدكتورة ثناء عياش رأت أن «مما يثير الدهشة لديها هو عدم وجود قصائد في رثاء الأم»، وقالت: «لعل أبا العلاء المعري من أوائل من رثاها، لكن أين من سبقه من الشعراء؟». وقالت المانع في ردها: «إن المتنبي قد سبق أبا العلاء بقليل، فقد رثى جدته وهي في مقام الأم». وسأل موسى صالح الزريقي عن سبب اقتصار المانع في المحاضرة على الجوانب السلبية المذكورة في بعض كتب التراث العربي في حين أن كثيرا منها غني بالجوانب الإيجابية، كما وافقته وفاء العماش الرأي في ذلك. وجاء في رد المانع: إنه ليس من الأفضل إغفال كل تراث سلبي، بل يجب نقله وتحليله.