تحوّلت محاضرة قدمتها الدكتورة سعاد المانع بعنوان "صورة المرأة في التراث الأدبي عند العرب" إلى خلاف بين مؤيد ورافض ومنتقد للانتقائية في العبارات القليلة، التي أوردتها المحاضرة من تراثنا العربي لصورة المرأة في الأدب العربي. وكانت اللجنة النسائية في النادي الأدبي في حائل نظمت المحاضرة مساء الأربعاء الماضي وأدارتها فاطمة اليحيا. وتناولت الدكتورة المانع صورة المرأة في التراث الأدبي عند العرب، مقتصرة على القرون الأربعة الأولى، من خلال استعراض الأخبار والمرويات عنها والمنتشرة في كتب الأدباء، ككتب الجاحظ وابن المقفع، منوهة إلى أن صورة المرأة تتسم في بعض الأقوال ب "السلبية لكن ليس في جميع المقولات". وأثرت المداخلات المحاضرة، وكانت أولها من الدكتورة دعد الناصر، التي ذكرت أن صورة المرأة في الأدب الشعبي "تتمدد على فضاءات جنسية واسعة سالبة القيمة، إذ يراها الأبطال جنساً مفرغاً من إطار العقلانية والحضور العاقل الفاعل، وذلك يخالف الواقع التاريخي الذي يشهد حضوراً حقيقياً للمرأة". وقال رشيد الصقري إن عنوان المحاضرة "لم يطابق محتواها، فالمحاضرة اقتصرت على القرنين الثاني والثالث، وكان الأنسب هو صورة المرأة في كتب التراث العربي"، مضيفاً: «ان هناك مساحة أعطيت للمرأة، إذ كانت ليلى الأخيلية تقدم قصائدها عند الخليفة معاوية". ووافقت الدكتورة المانع على ما طرحه الصقري، وقالت: «لم أذكر أن كل تراثنا ضد المرأة، بل ذكرت أن صورة المرأة في القرن الأول الهجري كانت مشرقة، لكنها بدأت الانحصار في دائرة ضيقة بعد ذلك". وتطرقت منيرة الثويني إلى عدوانية الجاحظ للمرأة، وقالت: «الجاحظ ولد ولديه هذا العداء ضد المرأة، فأخذ يحاربها في القول، فلا نجد للمرأة صدى واسعاً عند الجاحظ في مجال الغزل، على رغم بلاغته المشهورة". وتساءل بندر الحربي في مداخلته «كيف تعكس عبارات قليلة من التراث العربي صورة المرأة في الأدب العربي؟ وذكر أن الدكتورة سبق أن نشرت دراسة أو بحثاً بعنوان صورة الأعرابيات في السرد العربي، وأنه كان متوقعاً من خلال هذا العنوان المختلف نوعاً ما أن تكون دراسة مختلفة بحيث تكون أكمل وأشمل". وترى ليلى صالح أن المرأة لم تواجه العبارات القاسية في الأدب العربي فقط، بل شاركته الثقافة الغربية في القرون الوسطى، عندما وصفوا المرأة بأنها شيطان، وتجيبها المانع بأن ذلك كان صحيحاً في الزمن القديم، "وأن الوضع تغيّر في زمننا الحالي، ولعل المرأة في القرن الأول من الإسلام أفضل بكثير مما كان موجوداً آنذاك في دول الغرب". وخالف خلف الحشر مقدمة المحاضرة، وقال: «إن ما أوردته من أقوال يحط من قدر المرأة، ولا يشمل النساء جميعهن".