نجحت جهود أمير منطقة نجران (جنوب السعودية) الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز في إنهاء خلاف بين قبيلتين سعودية ويمنية دام أكثر من 36 عاماً بسبب انفجار لغم أدى إلى مقتل مواطن سعودي، زرعه مواطن يمني على طريق. وكانت وساطات قبلية أسهمت في منع تدهور الأوضاع بين القبيلتين طوال الفترة الماضية عبر إقرار صلح موقت لعام أو نصف العام من أجل البحث عن حل، ولا سيما أن قبيلة مَنْ زرع اللغم تؤكد أنه لم يضعه لقتل المجني عليه تحديداً بل لظروف أمنية كانت تسود جنوب اليمن في تلك الفترة. وتوافد المئات من القبيلة اليمنية إلى السعودية أمس بعد توجيه أمير منطقة نجران بالسماح بدخولهم إلى مكان الصلح الذي عقد على الطريق الرابط بين مدينة نجران ومحافظة حبونا، وهو ما يسمى في نجران «المنصد» يتقدمهم شيخ شمل قبائل مواجد يام صمعان بن جابر بن نصيب، ووجابر بن حسين بن نصيب وناصر علي بن عوشان وعلي مبارك نمران وقبلان علي ابو فقايا وقايد مبارك الهمامي ومرسال رزق. وتحدث صمعان بن نصيب عن مكانة العفو عند العرب ثم طلب أعيان قبيلة «آل قزعة – الدماشقة» القادمين من اليمن من قبيلة بالحارث الصفح والصلح في القضية وأكدوا أنهم مستعدون لتنفيذ أي حكم يصدر من أولياء القتيل وأعلنوا تقديم خمس سيارات لاند كروزر لهم. وبعد تشاور قبيلة القتيل عادوا إلى الجموع وطلبوا أن يحلف 22 شخصاً من قبيلة القاتل بأنهم لم يتعمدوا قتل صالح بن كعوات الحارثي، فوافق الطرف الآخر، وهو ما جعل الوسطاء يطلبون إسقاط هذا الشرط وهو ما تم. بعدها أعلنت قبيلة بالحارث العفو لوجه الله ثم لوجه الأمير مشعل بن عبدالله لشفاعته وتوجيهه بتسهيل دخول آل قزعة إلى منطقة نجران ودوره في إعلان العفو، كما رفض ذوو القتيل السيارات. وكانت المشكلة حدثت في عام 1974، عندما زرع شخص لغماً على طريق عام في جنوب اليمن في مكان يسمى السلان الى الشمال من وادي عبيدة فانفجر وقتل صالح كعوات، وبحسب علي مبارك نمران وهو احد الوسطاء فإن الوضع كاد يصل إلى المواجهات بين القبيلتين السعودية واليمنية، لكن عدم تعمد القتيل سهّل مراسم الصلح النهائي بعدما كان الصلح يجدد كل عام أو نصف العام خلال الأعوام الماضية.