لم يتصور العامل البنغلاديشي «محمد عالم» أن الفتاة المنقبة التي وصلت إلى محطة الوقود في صحبة سائقها الباكستاني، مجرد لصة محترفة وخاطفة من الطراز الأول. بدأت حكاية العامل عندما استجاب لطلب الفتاة بصرف مبلغ فئة خمسمائة ريال، في الوقت الذي كان فيه السائق قد هبط من المركبة منشغلا بلملمة حاجيات في الحقيبة الخلفية، يقول عالم: هممت بصرف المبلغ، وفي لمح البصر انقضت الفتاة على حزمة النقود في يدي وفي الأثناء ركض السائق إلى مقصورة القيادة وهرب الاثنان إلى مكان غير معلوم، استجمعت قوتي للحاق بهما لكن السرعة الجنونية لسيارة اللصين كانت كفيلة باختفائها عن الأنظار. الواقعة الغريبة التي شهدتها محطة وقود في حي البغدادية جنوبجدة، دفعت الأجهزة الأمنية في البحث عن ظروف الحادث ومتابعة الظواهر الإجرامية الجديدة لتكشف في نهاية الأمر أن عصابة من رجل وثلاثة نساء درجت على مغافلة عمال محطات الوقود وخطف النقود من أياديهم، واستقر رأي الأجهزة الأمنية على نشر عدد من المخبرين في محطات وقود متعددة في أنحاء المدينة، ترقبا لوصول اللصة الناعمة ورفيقها السائق، وأسفرت أعمال الرصد والمتابعة عن تحديد سيارة تنطبق عليها أوصاف المركبة المشبوهة تقترب من محطة وقود. هبط السائق من المقصورة في الوقت الذي كانت رفيقته تمد يدها من النافذة لصرف مبلغ من الفئات الكبيرة، وفي اللحظة التي تأهبت فيها الفتاة لخطف حزمة المال من يد عامل المحطة انقض رجال الأمن على سائقها وشلوا حركته، وتم باستدعاء المجني عليه محمد عالم، التعرف على الفتاة المحتالة وسائقها، وقال المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد: إن التحقيق مستمر مع الاثنين، فيما يستمر البحث عن معاونين مفترضين.