هي كوميديا سوداء تتكرر إذ «يزور موظفون بوزارة النفط العراقية حقل فكة النفطي كل ثلاثة أو أربعة أشهر لإجراء أعمال صيانة ويطلونه بالألوان العراقية ويرفعون علم العراق، ويعودون أدراجهم ثم ينزل الإيرانيون من التلة ويعيدون طلاء الألوان الإيرانية ويرفعون العلم الإيراني، ثم يعود العراقيون ويليهم الإيرانيون.. وهكذا.. يتكرر ذلك في حقل فكة بحسب العقيد بيتر نيويل المتحدث باسم الجيش الأمريكي وقائد الفرقة الرابعة المتمركزة في المنطقة. أنا وجيلي كنا صغارا إبان الحرب بين العراق وإيران لكننا اليوم نشهد تداعياتها ويأتي على قمتها العشق والولع الأزلي كما يبدو لزرع المشاكل عبر (الحدود) من قبل الجانب الإيراني، وهنا لنا وقفة مع هذا الارتباط بمسألة الحدود، إذا ما مررنا سريعا بدعم إيران للمقاتلين على الحدود جنوب السعودية وصولا إلى أي حدود لجماعة مسلحة في عالمنا العربي تقاتل بدعم وتبن لوجستي من إيران. تترجم غزوة 11 جنديا إيرانيا لحقل «فكة» النفطي العراقي فكرة الحلم الإيراني بالسيطرة على دول الجوار مع إيران بما يكفينا كدول عربية لاتخاذ موقف أكثر حزما مع هذا العبث والسفه، وهي حالة عشق يبدو أنها تعتري السياسة الإيرانية بحيث لا تستطيع الابتعاد عن فكرة تأجيج الصراعات على الحدود، أي حدود قريبة أو بعيدة المهم إرضاء الشره الإيراني لإحداث أكبر قدر ممكن من البلبلة والتشويش. الغزوة الثانية التي تزامنت بفارق زمني بسيط مع غزوة حقل فكة كانت على المسرح الافتراضي ومن بطولة «الجيش الإيراني للقرصنة المعلوماتية» بعد سطوه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية ليل الخميس الماضي من مجموعة تطلق على نفسها اسم «جيش إيران للقرصنة المعلوماتية» كانت تعبر عن الاحتجاج على «تدخل (موقع تويتر)» في الشؤون الإيرانية، وهي مفارقة سافرة أن يبحث نفس الجانب الذي يقحم نفسه في شؤون الآخرين عن احترام خصوصيته! وبحسب الترجمة الإنكليزية التي قام بها موقع تيك كرانش للنص المعبر عن موقف الجيش الإيراني للقرصنة المعلوماتية، الهدف من غزو الموقع الإلكتروني هو كما ورد: «باسم الله كإيرانيين هذا رد على تدخل موقع تويتر بتحريض من السلطات الأمريكية في شؤون بلادنا الداخلية والولايات المتحدة تظن أنها تسيطر على شبكة الإنترنت لكن هذا الأمر غير صحيح نحن نسيطر على الإنترنت بقدراتنا فلا تحاولوا دفع الشعب الإيراني إلى الثورة». إنهم لبساطتهم وتواضع أفق التفكير لديهم لا يعلمون أن شبكات التواصل الافتراضية يصعب حصرها وأن الدماء التي تسيل من شاشة التلفزيون بإمكانها أن تمتزج بالمعلومات التي تفيض من الشبكة العنكبوتية لتعلن «المقاومة الافتراضية» للناس وولادة فرص ثورة مستحقة للشعوب المسحوقة ولو كانت «افتراضية» ومع كل ثورة يدق مسمار في نعش الأنظمة الدكتاتورية.. والسؤال هل إيران تحتضر ولم يعد لديها ما تخسره؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة