تلقيت من الأستاذ عمر صالح الخراشي تعقيبا على مقال نشر في هذا المكان قبل ستة أسابيع تقريبا عن مدينتي شقراء وأشيقر، ولأهمية هذا التعقيب فإني أفضل نشره حتى وإن وصل متأخرا، يقول صاحب الرسالة: «(...) أحببت التعقيب لتوضيح بعض الأفكار وتصحيح بعض المفاهيم حسب واقعها الاجتماعي (....)، وسوف أوجز ذلك في عدة نقاط: 1- إن مجلس القهوة ليس حكرا على الرجال فقط بل تشارك المرأة الرجل في استقبال ضيوفها من النساء فيه وصمم بابه صغيرا لأنه مخصص لدخول الأفراد فقط، وصمم باب الدار كبيرا ليسمح بدخول الأفراد والحيوانات الأليفة والأحمال ولم يخطر ببالهم التمييز بين الرجل والمرأة في ذلك، (....). 2- أما دور الرجل في إعداد القهوة وتقديمها بنفسه فما ذلك إلا إمعانا في تكريم الضيف والاحتفاء به وليس تدليلا للمرأة فالمرأة لم تعرف الدلال في ظروف فرضتها الحياة القاسية بل هي مثال المرأة الكادحة تكدح طوال ساعات النهار من صلاة الفجر إلى وقت النوم جنبا إلى جنب مع الرجل تشاركه هموم الحياة ومنهن من تضطلع بالنصيب الأكبر في الأعمال اليومية فهي شريكة حياة الرجل وهكذا كانت حياة الأمهات والجدات كما أن مجلس القهوة غالبا يكون للكيف والأنس للرجال. 3- وبخصوص حفظ الهيل والقهوة في مخزن الكمار المقفول خوفا من وصول أيدي المرأة المسرفة إليه، فقد تأكدت من مدى صحة هذه المقولة من أحد كبار السن المعاصرين فعرفت أنها تحدث من بعض الأشخاص وفي حالات خاصة لقلة ذات اليد أو لأي سبب آخر وأنها ليست ظاهرة اجتماعية في أشيقر بل يمكن أن تحدث في أي مجتمع يوجد به الغني والفقير والكريم والبخيل والصالح والطالح وليس هناك مجال للخوف من الإسراف في بيئة تعيش على الكفاف بمفهوم وكدح رجالها ونسائها. وأحب في هذه الفقرة أن أشير إلى مدى اهتمام أهالي أشيقر بالضيف حيث أوقفوا له نصيبا في معظم الأملاك الزراعية في وقت هو الأحوج للعطاء ويمكن الاطلاع على ذلك في الوثائق الخاصة به. 4- وفيما يتعلق باهتمام أهل أشيقر بالمرأة وحقوقها واحترام مكانتها والثقة بها فيمكنني إيراد دليلين من أقدم وثائق البلد على سبيل المثال لا الحصر ففي وصية صبيح 747ه ورد: «ويفرق منه ثلاثون صاعا على الأرامل اللاتي يستحين ويشتهين». وفي وصية صقر بن قطامي 940 ه ورد «وجعل الوالي الناظر عليها زوجته مرهجة ولو بانت منه، تخرج غلاتها على نظرها فيهم ولها غلة البديعة أجرة لها على النظر في ذلك ودفع الأملاك إليها». «وينفق منه كل عام أربعين صاعا تمرا يختص بها الأرامل في بيوتهن اللاتي يشتهين ويستحين». (...). 5- أما دعوتك إلى إحياء بساتين النخيل فهذا أمر يسير العمل فيه على قدم وساق وقد اكتمل المشروع الأول ووصلت شبكة المياه إلى البساتين الشمالية والشرقية وتم إحياء الكثير منها وبدئ في المشروع الثاني والثالث لبعث الحياة في البساتين الجنوبية والغربية. 6- إن ما تم إنجازه حتى الآن كان بجهود أهلية (....) كما أن جهود بلدية أشيقر ممثلة باهتمام وتعاون رئيسها المهندس داود الفرهود لا تخفى، كل ذلك مهد الطريق أمام هيئة السياحة باهتمامها المعهود فقامت بإرساء بعض المشاريع الهامة (....). 7- ويختم هذا القارئ رسالته بقوله: «وإن كان لأشيقر الريادة وقصب السبق في إعادة الحياة إلى المعالم التراثية وإبقائها شاهدا حيا على نمط الحياة قبل النهضة الحضارية الشاملة إلا أن الفكرة أخذت طريقها إلى المدن الأخرى خاصة مدينة شقراء حيث بدأت بداية جيدة على أيدي المخلصين من أبنائها والمستقبل واعد إن شاء الله». فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة