حذرت مؤسسات حقوق الإنسان، والمؤسسات الأهلية والرسمية في الضفة الغربيةالمحتلة، من المخاطر والأضرار الناجمة عن نفايات المصانع الإسرائيلية الموجودة في المستوطنات اليهودية، خاصة في الناحية الغربية من مدينة طولكرم، وما تثيره من أضرار للبيئة وصحة الإنسان. وتعتبر مصانع الموت الإسرائيلية من القضايا القديمة الحديثة رغم سياسة التكتيم الإعلامي التي تتبعها إسرائيل، إذ لا تزال تبث بسمومها على الإنسان والأرض الزراعية والبيئة الطبيعية، وجرى إثبات ذلك بالدليل القاطع على أنها سموم محرمة دوليا لا يزال خطرها قائما وتتسبب في انتشار أمراض خطيرة بفعل النفايات السامة والدخان المتصاعد والذي ساهم في انتشار أمراض جلدية وسرطانية وصدرية ورئوية وخاصة في المناطق الفلسطينية المحاذية لتلك المستوطنات. وقد أكد مدير عام صحة طولكرم الدكتور سعيد حنون أن المصانع الكيماوية في المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية ويجب إزالتها؛ كونها تشكل تهديدا حقيقيا للصحة والقطاع الزراعي، ناهيك عن أنها تلوث البيئة وانتشار الأمراض الخطيرة؛ كونها تصدر السموم والأوبئة الخطيرة التي تهدد الإنسان الفلسطيني والأرض الفلسطينية. وتقع العديد من المصانع الإسرائيلية في المستوطنات اليهودية إلى الغرب من مدينة طولكرم، إذ لا تبعد سوى أمتار قليلة عن جامعة فلسطين التقنية «خضوري» والتي تضم آلاف الطلاب إضافة إلى مجاورة المصانع لمنازل المواطنين الذين أصبحوا عرضة لتأثيرات بيئية خطيرة. وأكد رئيس قسم الصحة والبيئة في بلدية طولكرم، أن المخاطر الجسيمة التي تلحقها المصانع الكيماوية في صحة المواطنين كبيرة جدا، حيث إن أكثر المصانع خطرا هو مصنع الطلاء كونه يعتمد اعتمادا مباشرا على مادة سامة وخطرة جدا (كرومات الرصاص). إضافة إلى مصنع تنظيف اسطوانات الغاز والتي يجري العمل على غسلها بالرمل المضغوط ما يبعث في الهواء سحب الرمل المتطاير والتي أثبت علميا أنها تبث مواد مسرطنة. وكشف أيضا عن نفايات الصناعات السامة والتي تتعمد إسرائيل على مواصلة دفنها بشكل غير شرعي في المنطقة المحيطة مما أدى إلى انسيابها في الأراضي الزراعية، مشيرا إلى القيام باستخدام حفر امتصاصية من أجل التخلص من الفضلات والنفايات والتي بدورها تسربت إلى المياه الجوفية عدا عن الأدخنة المتناثرة والغبار والذي يدخل جسم الإنسان ويسبب أمراضا سرطانية عديدة. ويوجد في المنطقة أكثر من 12 مصنعا تختص الغالبية العظمى منها بالأسمدة الزراعية ومصنع للغاز إضافة إلى وجود مصانع متخصصة في صناعة البطاريات وطلاء المعادن والدباغة والجلود والورق. وفي ظل المخاطر التي انعكست ولا تزال على حياة المواطنين في مدينة طولكرم والضفة الغربية لا تزال الدعوات تتعالى في سبيل إغلاق المصانع الإسرائيلية في المستوطنات اليهودية، والعمل على خلق ضغط سياسي وشعبي للوقوف أمام المخاطر التي تتسبب فيها المصانع لإنهاء وجودها وإغلاقها.