جاءت الجولة الثانية لانتخابات الغرفة التجارية الصناعية في المنطقة الشرقية لاختيار المجلس السادس عشر لإدارة الغرفة أمس، منسجمة مع التوقعات، حيث اتسمت بالهدوء والانسيابية على مركز الاقتراع في رأس تنورة. ولوحظ تواجد كثيف لمندوبي المرشحين بهدف استكمال الاتصالات والاستقطاب الذي تتسم به المعركة الانتخابية للحصول على الأصوات من جانب المرشحين ومندوبيهم. بدأت عملية الاقتراع في رأس تنورة، كما كان متوقعا، في الموعد المحدد، لكن الإقبال خلال الفترة الصباحية كان باهتا ومخيبا للآمال، بينما يتوقع أن تشتد الحرارة خلال الفترة المسائية، لا سيما أن شريحة من الناخبين تفضل الاقتراع خلال ساعات المساء بعد الانتهاء من الدوام الرسمي، خصوصا أن البعض ليس في عجلة من أمره مع وجود فسحة زمنية واسعة للمشاركة في الانتخابات. وبخلاف ما حدث في الجولة الأولى في محافظتي القطيف والخفجي، التي حرص كثير من المرشحين على التواجد فيهما منذ الساعات الأولى لافتتاح مركز الاقتراع، فإن الجولة الثانية في رأس تنورة سجلت غيابا شبه جماعي للمرشحين، إذ لم يحضر سوى ثلاثة مرشحين فقط لاستقبال الناخبين، ما يعطي انطباعا بعدم تعويل المرشحين على أصوات هذه المحافظة التي يرى البعض منهم أنها غير قادرة على تغيير المعادلة بالنسبة لتحديد هوية الفائزين، بمعنى آخر؛ فإنها لا تعدو كونها تحصيل حاصل وجولة ضمن الجولات المبرمجة للسير بالعملية الانتخابية. وقال أحد المرشحين: إن الإقبال الضعيف الذي تشهده الجولات التي تسبق الجولة الحاسمة في مبنى غرفة الشرقية، أمر طبيعي ومتوقع لا يخرج عن السياق المتعارف عليها، ما يعني أن حرارة المعركة الانتخابية لم تأخذ مداها الطبيعي، إنما ستبدأ في التصاعد مع اقتراب الجولة الأخيرة، الأمر الذي يدفع الجميع على المراهنة على المعركة الحاسمة والأخيرة التي ستجري فصولها في مقر الغرفة التجارية الصناعية في الدمام، باعتبارها المعركة الحقيقية التي هوية المجلس المقبل لإدارة دفة الغرفة في السنوات الأربع المقبلة. وذكر مرشح ثان، أن المرشح الذي يحصل على أكثر من 300 صوت في جميع الجولات سترتفع حظوظه للحصول على أحد المقاعد الاثني عشر، خصوصا أن الاشتراطات التي سنتها وزارة التجارة والصناعة بصوت واحد للناخب، تجعل عملية حصول المرشح على أصوات كثيرة صعبة للغاية، لا سيما أن الانتخابات السابقة التي كانت تسمح للناخب باختيار 12 مرشحا لم يحصل المرشحون فيها على أصوات كثيرة، بالإضافة لذلك، فإن الانتخابات الأخيرة التي جرت في جدة أفرزت فائزين لم تتجاوز الأصوات التي حصلوا عليها أكثر من 200 صوت. فيما قال مرشح ثالث، إن الأجواء الحالية تختلف تماما عن الضجيج الذي صاحب الدورة الخامسة عشرة الماضية، خصوصا أنها اتسمت بوجود تكتلات متنافسة بخلاف الدورة الحالية التي تحظر تشكيل الكيانات، وبالتالي فإن الحشد الذي صاحب الانتخابات السابقة خفت حدته بشكل واضح في الدورة الحالية، وبالتالي فإن التوقعات بعدم وصول الناخبين لأكثر من 5 6 آلاف في جميع الجولات الانتخابية. وقال مراقبون إن حالة الإحباط وعدم المشاركة الكثيفة التي اتسمت بها الجولة الثانية في رأس تنورة أمس الأحد، جاءت بخلاف الأجواء التي سادت الجولة الأولى في كل من القطيف والخجفي، ما يدفع الكثير من المرشحين التركيز على الجولة الحاسمة نهاية الأسبوع الجاري، الأمر الذي يفسر حصرهم على التواجد بقوة بالقرب من مبنى الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، لا سيما أن مدينتي الدمام والخبر تشكلان الثقل الأكبر من منتسبي الغرفة، حيث يصل عددهم إلى 17 ألفا، ما يجعل المنافسة حامية في الجولة الأخيرة. ويمكن القول؛ إن الخاسر الأول من الجولتين الأولى والثانية هو العنصر النسائي، إذ لم تظهر مؤشرات حقيقية على وجود اتجاه لدى الناخبين للاقتراع للمرشحات الثلاثة اللاتي يتنافسن للحصول على المقاعد في فئة التجار. تأتي الجولة الثانية بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الأولى في كل من القطيف والخفجي يوم أمس الأول السبت، التي لم تكشف عن هوية الأسماء المتوقع وصولها إلى أحد المقاعد الإثني عشر؛ سواء في فئة التجار أو الصناع، نظرا لكون هذه الجولات ليست حاسمة على الإطلاق، فهي لا تعدو عن كونها (بروفة) للمعركة الحقيقية المنتظرة خلال الجولة الأخيرة في مقر الغرفة التجارية الصناعية في الدمام، حيث تبرز أهمية هذه المعركة من خلال المواقع الانتخابية التي حرص عليها المرشحون قبل أيام، فيما فضل بعض المرشحين إقامة المراكز الانتخابية في الفنادق الراقية و صالات الأفراح، بهدف تسليط الضوء على الأسماء. الجولة الثالثة للنساء وتبدأ اليوم الإثنين الجولة الثالثة في كل من الجبيل ومقر غرفة الشرقية، حيث سيخصص للنساء، وبالتالي، فإن المرشحات بإمكانهن المراهنة على أصوات سيدات الأعمال للحصول على أصوات كافية لمنافسة الرجال على أحد المقاعد الستة في فئة التجار. ويتوقع أن تشهد عملية الاقتراع المخصصة للنساء حضورا متوسطا، خصوصا أن الاقبال على المشاركة في الانتخابات السابقة من العنصر النسائي وصفت بالخجولة، نظرا لكونها المرة الأولى التي تشارك فيها كمرشحة في الدورة الخامسة عشرة، وبالتالي الحضور في انتخابات الدورة المقبلة سيكون أفضل من السابق، بيد أنه لن يكون كثيفا بالنظر إلى الكثافة التي ستحظى بها الجولة الأولى يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين في مبنى غرفة الشرقية.