سؤال ضخم سيظل هاجس أهل جدة وخصوصا ممن تضرروا من كارثة الأربعاء وسيظل كذلك حتى يأتي الجواب الذي ينتظره الجميع بعد انتهاء أعمال اللجنة التي أمر خادم الحرمين بتشكيلها للتحقيق في الفاجعة. ولا جدوى من تقاذف المسؤولية عبر وسائل الإعلام بين هذا المسؤول وذاك فلجنة تقصي الحقائق قادرة بإذن الله على تحديد المسؤول والإجابة على الأسئلة التي ظل الجواب عليها غامضا حتى حلت الفاجعة. إن أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتشكيل هذه اللجنة وصرف مليون ريال لكل أسرة فقدت عزيزا في هذه الكارثة يعتبر انتصارا للمظلوم والوطن والمواطن بشكل عام فهذا الموقف النبيل يؤكد من جديد حرص الملك العادل على أن يسود الحق والعدل ويترسخ مبدأ محاسبة المقصر كائنا من يكون فلا أحد فوق النظام والقانون، هكذا أرادها الملك عبد الله بن عبد العزيز وهكذا ستكون بعون الله. أبرز ما أنتجته فاجعة جدة هو أن الأموال التي صرفتها الدولة لتحسين الصرف الصحي للمدينة ووضع الخطط لمواجهة الكوارث البيئية ذهبت هباء منثورا نتيجة الإهمال والتقصير وغياب التخطيط فضلا عن الفساد الإداري الضارب أطنابه في بعض الجهات ذات العلاقة. حقيقة أخرى أبرزتها الفاجعة وهي أن شبان الوطن يملكون من الغيرة والحمية والوطنية وهو ما يجب أن نفاخر به، فشباب جدة فعلوا ما يستحق التقدير والإجلال ومن بين ما قاموا به إنشاء حملة عبر الفيس بوك انضم إليها العديد من الشباب والشابات لتقديم العون للمتضررين.. الحل في عدم تكرار هذه الكارثة يكمن في شمولية النظرة والعمل بأسلوب تقني يرتكز على الأخذ بآراء أصحاب الخبرة ولو من أبناء البادية الملمين بالسيول ومصادرها ومجاريها ونهاية مصابها جنبا إلى جنب مع الأخصائيين من علماء الجغرافيا ذوي الخبرة بطبوغرافية مدينة جدة وضواحيها. مع الأخذ بالاعتبار عند وضع الحلول الأخذ بعبارة (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه).. مع احترامي وتقديري لكل العاملين إلا أن ما نحن بصدده من كارثة وما نتطلع إليه من حلول لها يتطلب الاستعانة بعد الله بخبرات عالمية تتعامل مع الواقع الذي تعيشه مدينة جدة وإسقاط الحلول وتنفيذها على الطبيعة. فايزة الصبحي جدة