دعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الواسعة الانتشار، في افتتاحيتها أمس، قادة إسرائيل إلى عدم خسارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) كشريك للسلام. وكتبت «هآرتس»: لقد كان متوقع ألا يؤدي قرار تجميد الاستيطان جزئيا إلى إعادة القيادة الفلسطينية لطاولة المفاوضات، كما هو معلوما مسبقا، أن منح التسهيلات للمستوطنات المعزولة لم يساهم في بناء الثقة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس. وقالت الصحيفة: يواصل نتنياهو السير على خيط رفيع بين التزامه بحل الدولتين وطموحه إرضاء المستوطنين وممثليهم في الائتلاف الحكومي وحزب الليكود، وكذلك الرئيس عباس موجود داخل كماشة ضلعها الأول يتمثل في رغبته في تحقيق إنهاء الاحتلال، فيما تعتبر مخاوفه من أن يخدم تنازله عن مواقفه الأساسية المتعلقة بقضايا حساسة مثل استمرار البناء الاستيطاني في الضفة والقدس، خصومه في حماس الضلع الثاني للكماشة. فقد أشار الرئيس عباس في مقابلته الصحيفة قبل أيام إلى مخرج للتعقيد المزدوج «تجميد فعلي للاستيطان في الضفة والقدس مدة ستة أشهر دون إعلان علني، علما أن حكومة إسرائيل ملتزمة علنا بما التزمت به حكومة شارون من تجميد للاستيطان وذلك ضمن مفاعيل خارطة الطريق، حيث تعهدت بتجميد شامل للاستيطان وتفكيك البؤر الاستيطانية. وأضافت هآرتس أنه إذا أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع باراك فعلا إنقاذ حل الدولتين ومنع تحطم القيادة الفلسطينية الداعمة لهذا الحل وتلاشيها يتوجب عليهما الرد إيجابيا على اقتراح عباس؛ لأن تخليد الجمود السياسي واختفاء زعيم «براغماتي» مثل الرئيس عباس عن الساحة سيلحق بالمصالح الإسرائيلية أضعاف الضرر الذي قد يلحقه قرار تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية لستة أشهر.