هاجم وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان الموقف الأميركي المطالب بتجميد الاستيطان، زاعما أنه (لا يمكن الموافقة على خنق المستوطنات). وفي زيارة لحي درزي في بلدة شفا عمرو بالجليل قال ليبرمان إنه لا يمكن الموافقة على خنق سكان المستوطنات بحرمانهم من حياة طبيعية مثل كل الناس. وعقب ليبرمان بالرفض على تصريحات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي قالت إن استمرار بناء المستوطنات يشكل خطرا على السلام في الشرق الأوسط وقال إن على العالم الانشغال بكوريا الشمالية وإيران وليس بالاستيطان. وكانت ميركل قالت إن استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية يقوض جهود تحقيق حل الدولتين مع الفلسطينيين. وتنسجم تصريحات ميركل مع مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لكنها جاءت أكثر صراحة على غير المعتاد من الزعيمة الألمانية التي كثيرا ما تتردد على لسانها الإشارة إلى التزام بلدها الخاص تجاه إسرائيل بسبب المحرقة النازية. ويقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام مع إسرائيل إلا إذا توقفت كل الأنشطة الاستيطانية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طالب الفلسطينيين والعرب بإبداء ما سماه حسن النوايا تجاه إسرائيل مقابل تجميد الاستيطان، في حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أنه في حال تم التوصل لاتفاق بهذا الشأن فإنه لن يشمل المستوطنات الجاري بناؤها حاليا.ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نتنياهو قوله خلال لقاء عقده مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في القدس إن (الكثير من الإسرائيليين مستعدون لتقديم تنازلات عديدة للفلسطينيين لكن ثمة أمرا واحدا ليسوا مستعدين له، وهو أن يكونوا مغفلين، ولذلك فإنه إذا أراد أحد أن أجمد الاستيطان فإني أتوقع أن يمنح الفلسطينيون والعرب المقابل لذلك). ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله أمس إن الإدارة الأميركية لم تنجح حتى الآن في الحصول على تعهد عربي لتنفيذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي المقابل نقلت هآرتس عن مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض قوله ردا على ذلك إن (محادثات الإدارة الأميركية مع دول عربية ما زالت مستمرة بهدف الحصول على بوادر حسن نية تجاه إسرائيل ونحن نأمل أن نرى نتائج ذلك قريبا). وأفادت الصحيفة أن باراك أكد خلال لقاء مع المبعوث الأميركي الخاص في الشرق الأوسط جورج ميتشل في نيويورك أول أمس أن أي خطوة إسرائيلية في المستوطنات ستجري فقط في حال حصلت إسرائيل على ضمانات بأن هذا الأمر سيؤدي إلى استئناف المفاوضات مع الدول العربية للوصول إلى تسوية إقليمية شاملة. ومضى باراك قائلا إنه في حال تمت بلورة صفقة شاملة كهذه، فإن إسرائيل ستدرس إمكانية الموافقة على تجميد مؤقت لأعمال البناء في المستوطنات، بدون أن يشمل ذلك أعمال بناء قرابة ألفي وحدة سكنية جاري بناؤها حاليا.