اختتمت الدورة الثلاثون للمجلس الأعلى لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أعمالها في قصر بيان أمس بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقادة دول المجلس أو من يمثلهم. وترأس الجلسة الختامية للدورة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وحضرها كل من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة وأمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و وممثل صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء. وفي بداية الجلسة تلا الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن حمد العطية إعلان الكويت، وأتى نصه: «إن دولة الكويت وإدراكا منها لأهمية ما يجمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وشعوبها من علاقات أخوية وصلات تاريخية وروابط مشتركة وانطلاقا من مبادئ النظام الأساسي لمجلس التعاون الهادف إلى تعزيز أوجه التعاون بين دوله الأعضاء في جميع المجالات المختلفة وصولا إلى الغاية المشتركة نحو التكامل والوحدة. وتأكيدا لدور مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أهمية التعاون والتنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة في ضوء ما يشهده العالم من متغيرات متسارعة في مختلف الميادين. وحرصا على ضرورة استكمال الخطوات والجهود المشتركة التي قطعتها مسيرة العمل الخليجي المشترك فإن دولة الكويت تؤكد على ما يلي: * الاهتمام في دعم قطاع التعليم في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمحافظة عليه وتوحيد الجهود نحو تعزيز مسيرة التعليم في دولنا من خلال تطوير ورفع مستوى وكفاءة المؤسسات التعليمية القادرة على مواكبة تحديات العصر من خلال الموافقة على إنشاء هيئة إقليمية للاعتماد الأكاديمي والجودة؛ تهدف إلى وضع المعايير المناسبة للاعتماد الأكاديمي في دول المجلس، كما تقوم بالدور المناط بها في تقييم الجامعات، والبرامج الجامعية القائمة ومساعدتها على الحصول على الاعتماد الأكاديمي والاعتراف الدولي. وفي إطار رفع مستوى العنصر البشري في المؤسسة الأكاديمية وتعريفه بدور وإنجازات مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإن دولة الكويت تؤكد على أهمية إدراج برامج أكاديمية عالية المستوى في جامعات دول المجلس تخصص لدراسة التجربة التكاملية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ لتشجيع الراغبين في متابعة الدراسات العليا عن تجربة مجلس التعاون بجميع أوجهها، ولأبحاث أعضاء الهيئة التدريسية للعمل على تشجيعهم وحثهم على دراسة التجربة التكاملية الخليجية. * تكثيف الجهود الرامية نحو تعزيز الأمن الغذائي والمائي باعتبارهما من بين أهم المشكلات الجوهرية التي تواجه دولنا في جميع أبعادها حيث قلة المساحات الزراعية وانخفاض انتاجيتها وقلة المياه والمساحات الشاسعة من الصحارى، وفي هذا الصدد فإن دولة الكويت تعرب عن أهمية إنشاء مركز دراسات الأمن الغذائي بهدف تقييم هذه المشكلة في دول المجلس ووضع السياسات المناسبة لمواجهتها سواء في زيادة الإنتاج الزراعي أو الاستثمار في الدول الأخرى بهدف سد احتياجات دول المجلس من المواد الغذائية بأسعار مناسبة. * مباركة الجهود التي قام بها أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون فيما يتعلق بدراسة مشروع إنشاء مركز خليجي إقليمي لمراقبة انتشار الأوبئة على غرار مركز مكافحة الأمراض (سي. دي. سي) في الولاياتالمتحدة مع التأكيد على أهمية إقامة هذا المركز لخدمة مصالح دول المجلس في مجال مكافحة الأوبئة والحد من انتشارها وذلك بالتنسيق مع المنظمات العالمية المختصة.» ثم ألقى حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كلمة في الجلسة هذا نصها: « بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين إخواني الأعزاء أصحاب الجلالة والسمو معالي الأمين العام لمجلس التعاون أصحاب المعالي والسعادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كم سعدنا خلال اليومين الماضيين أن أتحتم لنا وللشعب الكويتي الفرصة السعيدة لاستقبالكم والترحيب بكم وعقد اجتماعات الدورة الثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي العربية في بلدكم الثاني الكويت حيث كنتم دائما وأبدا في قلوبنا. وإذ نختتم أعمال دورتنا الثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإننا نحمد الله تعالى على ما توصلنا إليه من قرارات ونتائج مرجوة ما كانت لتتحقق لولا حكمتكم ورحابة صدوركم وإظهار روح التعاون والتفهم المعهود، تخدم إن شاء الله تطلعات شعوبنا وترقى إلى آمالها لرسم غد ومستقبل أفضل. والشكر الجزيل لكل من ساهم في الإعداد لهذا اللقاء المبارك، وأخص بالشكر العاملين بالأمانة العامة للمجلس وعلى رأسهم معالي الأمين العام. صاحبتكم السلامة ورافقتكم عناية الله متطلعين بكل تفاؤل إلى لقائنا القادم في ربوع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بضيافة أخينا العزيز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان . وإلى اللقاء دائما وأبدا على الخير والمحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.» وقبيل ختام الجلسة ألقى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة كلمة رحب فيها بالقادة في قمتهم المقبلة التي ستستضيفها بلاده العام المقبل.