ثلاثون قمة.. ثلاثون عاما.. ثلث قرن من الزمن.. الذين ولدوا مع أول قمة أصبحوا في منتصف العمر الذي تموت فيه أمة محمد ولم يشاهدوا شيئا يسيرا يتحقق من أحلامهم في شيء اسمه مجلس التعاون الذي ولد مع ولادتهم، فكيف بالذين ولدوا قبل ولادته، وتشكل شيء من وعيهم قبل أول قمة له. ثلاثون عاما من عمر الشعوب كافية جداً لإنجاز شيء ما، وتحقيق هدف ما، مهما كانت الإمكانات متواضعة والموارد ضئيلة، طالما هناك إرادة فكيف لمجلس يضم أغنى الدول وأكثرها انسجاما في البنية الاجتماعية، وتقاربا إن لم يكن تشابها في التركيبة السياسية، كيف له أن يبقى مراوحاً مكانه طوال هذا الوقت، وفي أحسن الأحوال ظنا به لم يحقق سوى اتفاق على بعض الشكليات والأمور الهامشية التي لا ترقى إلى تطلعات شعوبه، أو تضمن التصدي لأبسط التحديات التي تواجهها. تغير العالم، واجتاحته تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبرى، اجتهدت كل شعوب العالم كي تنسجم معها، وتستفيد منها، أو على الأقل تتفادى ما أمكن من أخطارها بقرارات مدروسة وخطوات تنفيذية حاسمة، بينما دول الخليج التي تزداد أشكال المخاطر المحدقة بها يوما بعد يوم لا تزال قممها تراوح بين التوصيات العائمة والنوايا المستقبلية، أو إطفاء حرائق الخلافات بين بعضها البعض. ثلاثون قمة، بينما الشعوب تتآكل اقتصاديا، واستقرارها تتخطفه التهديدات كل مرة من جهة، وليس مثل الآن تواجه أخطر التهديدات الأمنية، بينما الآمال معقودة بعد كل قمة على الأخرى. فإلى أين نحن سائرون؟. ما زالت الفرص قائمة ولكنها لن تدوم كما هي عليه. وما زال الوقت ممكنا، ولكنه لن يستمر في انتظارنا إلى ما لا نهاية. والإمكانات ما زالت متاحة، ولكنها غير مضمونة الدوام، والذين يتربصون بشعوبنا ويرون هذا التسويف والتأجيل وتحاشي اتخاذ القرارات الشجاعة سيختصرون الوقت لتنفيذ ما يريدون، فهلا تحملنا الأمانة أمام التاريخ؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة