يعاني المواطنون الفلسطينيون في مدينة القدس العربية المحتلة وضواحيها من صلف الحياة ومزيد من المعاناة على مختلف الأوجه من ممارسات المستوطنين اليهود المدعومين من قوات الاحتلال، وذلك بالاعتداء عليهم واحتلال منازلهم وهدمها ومصادرة ممتلكاتهم. وتكافح عائلة فلسطينية تقطن على سفوح تلة عالية في قرية بيت صفافا قرب القدسجنوب مدينة بيت لحم ملاحقات ومضايقات متواصلة من قبل الجنود الإسرائيليين والمستوطنين الذين يدعون بأنهم يملكون البيت التي تقطنه العائلة. ويقول أحد أصحاب المنزل الشاب محمد علي صلاح: إن الاعتداءات علينا لا تتوقف أبدا، وكان آخرها الأسبوع الماضي، حينما قامت قوة عسكرية إسرائيلية تقدر بنحو 250 شرطيا وعنصرا من حرس الحدود بمداهمة المنزل للبحث عن والده البالغ من العمر نحو 95 عاما، حيث أجروا تفتيشات هائلة في المنزل ومحيطه بشكل استفزازي واعتدوا على عدد من أفراد العائلة قبل أن ينتقلوا إلى حظيرة الأغنام، حيث ترتزق العائلة البالغ عدد أفرادها أكثر من 50 شخصا من وراء تربية الماشية التي يبلغ عددها 120 رأسا من الغنم، حيث جرى بالفعل مصادرة هذه الرؤوس ووضعوها في حافلات وتم نقلها إلى جهة غير معلومة. وأوضح صلاح أن الهدف من وراء هذه الملاحقات هو إجبار العائلة على ترك المنزل للاستيلاء عليه من قبل مستوطنين ادعوا أنهم قد اشتروه ولديهم أوراقا تثبت ذلك، ولكن صلاح يؤكد أن المنزل مملوك لعائلته منذ عام 1966 بوجود عقود شراء قانونية، أي قبل احتلال عام 1967 للضفة الغربية، وهذا الأمر ما جعل السلطات الإسرائيلية يشنون الهجوم تلو الهجوم على العائلة والتي من بينها الهجوم المنظم على العائلة من قبل عشرات المستوطنين مع مطلع الشهر الجاري المصحوبين بالكلاب المدربة والهروات واعتدوا على العائلة، مما أدى لإصابة والدته البالغة من العمر 85 عاما بجروح خطيرة تم نقلها إلى المستشفى ومكثت هناك لعدة أيام. محمد وإثر تقصيه عن مصير الأغنام المصادرة، قال إنه قد وصل إليه معلومات أن السلطات الإسرائيلية قد نقلت الأغنام إلى مستوطنة «نيكوديم» المقامة على أراض شرق بيت لحم، وهي مستوطنة يقطنها عتاة المتطرفين اليهود وعلى رأسهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف، الأمر الذي أعرب عن استغرابه لمثل هذا الأمر.