أكد ل «عكاظ» عضو مجلس النواب اليمني عن الحزب الحاكم حميد عبدالله الجبرتي أن لدى الحكومة اليمنية أدلة على ما يتلقاه المتمردون الحوثيين من دعم مادي ومعنوي ولوجستي من مراجع دينية في دول إقليمية وعربية. وأوضح حميد الجبرتي أنه لا صحة لما تردده الأصوات النشاز حول قيام القوات المسلحة للمملكة بدخول الأراضي اليمنية واستخدامها أسلحة محرمة دوليا. وكشف عضو مجلس النواب اليمني عن قيام المتمردين وبعض الموالين لهم بشراء ما نسبته 50 في المائة من الأراضي الحدودية اليمنية المتاخمة للشريط الحدودي السعودي وأن ثمة نساء يشاركن العناصر المتمردة في أرض المعارك. وأشار حميد الجبرتي إلى أن المتمردين يحاولون باستماتة السيطرة على القصر الجمهوري في صعدة لتحقيق إنجاز على أرض الواقع، نظرا لما يمثله القصر الجمهوري من رمز للدولة ولرفع الروح المعنوية لعناصر التمرد الذين تعرضوا لهزائم مذلة على حد وصفه. وجدد عضو مجلس النواب اليمني ما أكدته الحكومة اليمنية بأنها لن تقبل بهدنة أو حوار أو أية تسوية مع عناصر التمرد إلا في حالة واحدة وهي« استسلامهم وتجريدهم كليا من السلاح ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها في حق المواطنين الأبرياء وبسط سيطرة الجيش وقوات الأمن على كل شبر من أرض صعدة»، جاء ذلك في معرض إجاباته على أسئلة «عكاظ» فإلى نص الحوار : • بداية، ما رأيكم في الإجراءات التي اتخذتها المملكة لردع العدوان عن أراضيها؟ إن من حق المملكة أن تدافع عن أراضيها وحدودها بأية وسيلة وقوة تراها مناسبة لحماية حدودها وأراضيها وأمن مواطنيها، وأن الاعتداء الغاشم من قبل الجماعة الضالة المتمردة على الأراضي السعودية يعتبر انتهاكا واضحا لحقوق الجار وحقوق الآخرين التي كفلتها لهم الأنظمة والقوانين، ونحن أبناء اليمن حكومة وشعبا نقف مع إخواننا السعوديين ونستنكر هذا الاعتداء السافر ولا نرضى بزعزعة شبر واحد من أراضي بلاد الحرمين الشريفين. • تتناقل بعض وسائل الإعلام اليمنية غير الرسمية عن قيام القوات السعودية باختراق سيادة الأرضي اليمنية؟ ما مدى صحة ذلك، وهل استخدمت القوات اليمنية والسعودية أسلحة محرمة دوليا في العمليات العسكرية الدائرة؟ هذا الكلام غير صحيح البتة، فلم تقم القوات السعودية باختراق الأراضي اليمنية ولم تمس سيادة شقيقتها اليمنية، لكن ثمة أصواتا نشازا تحاول زرع الفتن والقلاقل وإثارة الرأي العام اليمني على السعودية والاستفادة من هذه الفتنة وأولهم المتمردون وأتباعهم؛ بغية تعبئة وشحن أبناء اليمن على إخوانهم السعوديين. لكننا نرد عليهم ونقول لهم إن أبناء اليمن قاطبة يعون جيدا ويعرفون ما الهدف من تسويق هذه الدسائس، ويعون أيضا أن المملكة العربية السعودية وقيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحرص كل الحرص على استقرار اليمن أرضا وإنسانا، وقدمت وما زالت تقدم كل أشكال الدعم لشقيقتها اليمن وبكل الوسائل التي تضمن استقرار أمنه وتنميته وما هو في مصلحة البلدين وهذا ليس بغريب على الأشقاء في المملكة. كما نقول لهذه الأصوات إن أبناء اليمن يملكون من الوعي ما يمكنهم من معرفة الدسائس وأنهم شرفاء وأشقاء تربطهم بإخوانهم في السعودية روابط الدم والدين والعروبة والجوار، ولن ينجروا لهذه الأصوات النشاز التي تجردت من وطنيتها وباعت وطنها ونفسها وولاءها للشيطان وتحاول إقحام اليمن وأبنائه في الفتن والادعاءات الكاذبة. أما بخصوص استخدام أسلحة محرمة ضد الجماعة المتمردة الضالة، فإن ذلك غير صحيح وهناك وسائل إعلام ومنظمات حقوقية وإغاثية ترصد على مدار الساعة، سواء على صعيد المعارك في اليمن أو السعودية ولم ترصد أي انتهاكات للقوات المسلحة السعودية أو اليمنية، ولم يتم استخدام أي أسلحة محرمة كما يدعي المتمردين، وكما أسلفت فإن الجماعة الضالة تحاول تسويق مثل هذه الاتهامات لكسب تعاطف المحيط الإقليمي والعربي. • ما حقيقة قيام المتمردين بشراء أراضٍ بالقرب من ميناء ميدي المطل على البحر الأحمر؟ في الحقيقة، نعم قامت مجموعة من المتمردين وبعض الموالين لهم إضافة لعدد من تجار المخدرات بتملك قرابة 50 في المائة من الأراضي الحدودية المتاخمة للحدود السعودية والبحر الأحمر، وذلك عبر الشراء، وهي تمتد انطلاقا من شواطئ البحر الأحمر من جهة الموسم وصولا إلى منفذ حرض، وتجري الحكومة اليمنية تحقيقات بهذا الشأن. • وما الدافع من وراء ذلك برأيك؟ الأسباب وراء شراء تلك الأراضي المطلة على البحر الأحمر هي بلا شك لإيجاد منفذ بحري يسهل عليهم استلام مهرباتهم ويمكنهم من استلام أنواع الدعم الخارجي سواء كانت أموالا أو أسلحة أو غير ذلك. وتزامن مع عمليات الشراء أن قامت مجموعة من تجار المخدرات بنقل نشاطها من الحدود السعودية من جانب محافظة صعدة إلى هذه المواقع ليسهل على تجار المخدرات تهريب بضاعتهم إلى الأراضي السعودية، خاصة أن الحدود مع صعدة قد ضيق الخناق عليها ووضعت رقابة شديدة عليها من قبل القوات السعودية. • من يقف خلف المتمردين، أو بمعنى أصح من يدعمهم بالمال والسلاح ؟ وما هي مخططاتهم؟ الجهات التي تدعم المتمردين وتوفر لهم المال والسلاح والدعم اللوجستي باتت معروفة وتحدثت عنها الكثير من التقارير الإقليمية والدولية، ولدى الحكومة اليمنية أدلة لما يقدم للعناصر المارقة من دعم مادي ومعنوي ولوجستي، وأدلة أيضا على من يقف وراء هذا الدعم وأهدافه. ويأتي في مقدمة الداعمين للعناصر المتمردة المراجع الدينية في دول إقليمية وعربية. والمتتبع لتصريحات بعض المسؤولين في بعض الدول يلمس بجلاء أن هناك دعما خفيا من أطراف عدة ستعلن عنها الحكومة اليمنية في الوقت المناسب. أما عن أهداف الحركة المتمردة غير المعلنه، فهي واضحة إذ أنها مجرد أداة تنفذ مخططات لدول إقليمية تحاول السيطرة على اليمن ودول الخليج وزعزعة أمنها واستقرارها ولهم تطلعات في السيطرة على صعدة واليمن. • تناقلت بعض المصادر أن قيادات الحركة المتمردة سوف تعلن خلال الأيام المقبلة قبولها للشروط الخمسة التي أعلنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح؟ نحن وكل يمني مخلص لليمن نريد إيقاف الحرب وإنهاء سفك الدماء والعودة إلى بناء الوطن، ولكن في رأيي أن الدولة قد وصلت مع هذه الحركة إلى طريق مسدود، ولا أعتقد أن الحكومة ستوقف الحرب إلا باستسلام عناصر التمرد وتجريدهم كليا من أسلحتهم ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها في حق أبناء الشعب اليمني، كما أن الحكومة لن ترضى إلا ببسط سيطرتها الكاملة على كل شبر من أرض محافظة صعدة وغيرها التي تمكن المتمردون من السيطرة عليها، أما عدا ذلك فهو لن يوقف الحرب لأن هؤلاء لا يلتزمون بوعد أو اتفاقيات، وفي كل حرب يسيطر الجيش عليهم وتتدخل وساطات إقليمية وعربية يعودون للمشاكل والفتن وإدخال البلد والشعب في قتال وإشكاليات، وهذه هي الحرب السادسة التي نخوضها معهم. • كم يبلغ عدد المنتمين للجماعة المتمردة؟ أعدادهم تتراوح ما بين 10 و20 ألفا، منهم من هو مؤدلج يؤمن بمعتقدات محددة ويقاتل من أجل هدف يراه يستحق أن يموت من أجله وذلك نتيجة غسل أدمغتهم وترسيخ هذا المعتقد في عقولهم، وجزء منهم مرتزقة أي يقاتلون معهم مقابل المال، والبقية من تجار المخدرات ومن له مصلحة في زعزعة الأمن والاستفادة من هذه الحروب، وفي صفوفهم نساء أيضا بعضهن مقاتلات ويجدن الرمي وأخريات يقدمن الخدمات التمويلية مثل جلب وتوفير الطعام والمياه ورعاية المصابين، إضافة لأعداد من الأطفال قاموا بتجنيدهم واستغلالهم والزج بهم في مصير مجهول مظلم. • ما تقييمكم لمجريات المعارك على الصعيد اليمني والسعودي ؟ الوضع الميداني حسب التقارير العسكرية تشير الى أن المتمردين وكما قال وزير الدفاع اليمني في الرمق الأخير، وقد بدأت قواهم تخور بعد أن تعرضوا لضربات من الجيشين اليمني والسعودي، وقد أصيبوا في مقتل وفقدوا الكثير من قياداتهم الميدانية التي كانوا يعولون عليهم كثيرا في قيادة فلولهم. وبخصوص استماتتهم للسيطرة على القصر الجمهوري في صعدة، فهم يحاولون الحصول على مكسب عسكري وسياسي، خاصة أن القصر الجمهوري يشكل رمزا للدولة ليرفعوا الروح المعنوية لأتباعهم بعد أن دمرتها الضربات العسكرية القاسية التي تعرضوا لها. لكن لن يسقط القصر الجمهوري في أيديهم لأن ثمة قوات ضاربة تحميه وقد كبدت مجاميع التمرد المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.