فيما استمرت ملاحقة القوات السعودية للمتسللين إلى حدودها مع اليمن، في قصف جوي ومدفعي، أعلنت الرياض في بيان بثته «وكالة الأنباء السعودية» أمس، ان العمليات العسكرية «ستستمر الى حين اكتمال تطهير المواقع كافة داخل الأراضي السعودية من أي عنصر معاد». ودارت معركة ضارية في قرية القرن (جنوب السعودية) أمس إثر تسلل عناصر يمنية متمردة في ثياب نسائية. وشنت المقاتلات السعودية غارات كثيفة في محيط جبل دخان داخل الأراضي السعودية. وتواترت انباء عن زج السعودية بمزيد من المشاة والمظليين المدربين على خوض معارك حرب العصابات، وتحدثت معلومات عن استسلام 100 من «الحوثيين» للقوات السعودية. وقال المدير العام للشؤون الصحية في منطقة جازان (جنوب المملكة) الدكتور محسن طبيقي ل «الحياة» ان عدد الإصابات بلغ منذ بدء الأحداث خمس وفيات و 58 جريحا. وجدد أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز تأكيد السعودية أنها لن تقبل تدنيس أي شبر من أراضيها، وقال إن تعليمات الدولة تقضي ببذل كل الجهود الممكنة لتوفير حاجات النازحين. وذكر مصدر سعودي لوكالة الأنباء السعودية أمس إن السلطات قامت بإخلاء القرى الحدودية المجاورة لموقع جبل دخان، فور بدء عمليات التسلل. واوضح المصدر انه تم إسكات مصادر إطلاق النار من المتسللين، وأحكمت السيطرة على مواقع أخرى حاول المتسللون دخولها. واعتبر تصرفات المتسللين «انتهاكاً سيادياً سيعطي المملكة كامل الحق في اتخاذ كل الإجراءات لإنهاء هذا الوجود غير المشروع». وأكد مراسل «الحياة» في جازان ان القتال استمر أمس (الجمعة) بين القوات السعودية وعناصر التمرد اليمني الحوثي، واستخدمت فيه انواع الاسلحة كافة، بما في ذلك القذائف المضادة للدروع. ونفذت القوات السعودية عمليات تمشيط في عدد من القرى لابعاد المتسللين عنها. واستمرت في الوقت نفسه جهود الإيواء وسط استعدادات مكثفة من الجهات المعنية لرعاية النازحين. وقال أمير جازان الذي تفقد النازحين من قرية «الخوبة» أمس ان أوامر صدرت بإيواء النازحين في شقق مفروشة أو خيام بحسب اختيارهم، وتوفير عون صحي ومالي لهم. وأكد ان ما يحدث «عارض سيزول قريباً». وقال: «نحن لا نقبل تدنيس أي شبر من الأراضي السعودية». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر حكومي سعودي طلب التكتم على اسمه قوله إن السياسة الحالية للسعودية تتمثل في «الاحتواء». واعتبر ان مستوى نشر القوات واستخدام سلاح الطيران في طرد المتسللين ينبئان عن التزام عسكري قد يراوح بين المديين المتوسط والطويل. وفي صنعاء، أكد مصدر عسكري يمني أمس ان القوات الحكومية واصلت هجومها البري باتجاه مواقع المتمردين وتحصيناتهم في محافظة صعدة وحرف سفيان (شمال غربي البلاد)، مؤكداً ان «القوات المسلحة والأمن واصلت اكتساح أوكار الإرهاب في صعدة وسفيان والملاحيظ وتمشيط المناطق التي كانت تتمترس فيها العناصر الإرهابية والتخريبية». وأضاف المصدر الذي اورد تصريحه موقع «26 سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع، أن عناصر الحوثي «تعيش حالاً من الانهيار النفسي والإحباط»، وأن «العديد منهم يفر من ميدان المواجهة مع القوات المسلحة معلناً التمرد والعصيان لأوامر قياداته». في غضون ذلك، شنت الحكومة اليمنية هجوماً شديد اللهجة على أحزاب المعارضة المنضوية في إطار «اللقاء المشترك»، واتهم مصدر في اللجنة الأمنية العليا هذه الأحزاب بالضلوع في تأييد ودعم «العناصر الإرهابية المثيرة للفتنة في محافظة صعدة والعناصر الانفصالية التخريبية في بعض المديريات في بعض المحافظات الجنوبية». وعبر المصدر عن أسفه لتورط أحزاب «المشترك» في «دعم وتشجيع هذه العناصر، وتقديم التبريرات والغطاء لها لارتكاب المزيد من الأعمال التخريبية والفوضوية المستهدفة أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية وسلمه الاجتماعي».