عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المرتقبة إلى وطنه بعد أن منّ الله تعالى عليه بالشفاء، حدث سعيد يتطلع إليه جميع المواطنين بشوق بالغ وابتهاج كبير. أهمية الأمير سلطان لوطنه كبيرة ومحبته لدى مواطنيه أكبر. سلطان هو عضد أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يسانده في حمل مسؤولية الحكم الضخمة ويخفف عنه أعباءها. المهمات التي أنيطت ولا تزال بالأمير سلطان خلال فترة خدمته الطويلة في شتى المراكز القيادية العليا أكثر من أن تحصى هنا. الأمير سلطان كان دائما شخصية محورية في الدولة، أسندت إليه مختلف المهام والأمور، وشارك في اتخاذ الكثير من القرارات المصيرية. أسندت إليه رئاسة الحرس الملكي خلال فترة حياة والده الملك عبد العزيز رحمه الله. وكان أميرا لمنطقة الرياض ووزيرا للمواصلات ثم وزيرا للزراعة والمياه. فترة عمله كوزير لوزارة للدفاع والطيران، منذ عام 1382ه حتى الآن، جعلته يقود أحد أهم مرتكزات حماية دولة الحرمين من الاعتداءات الخارجية وتوفير الأمن والسلامة لمواطنيها. خبرته الطويلة وحنكته في هذا المجال لا يستغنى عنها، خاصة في مثل هذه الأيام التي تتعرض فيها الحدود الجنوبية لبلادنا لاعتداءات استفزازية غاشمة لا ترعى حقوق الجوار ولا العروبة أو الإسلام. وكذلك خبرته في كل شؤون الدولة الأخرى. وترأس الكثير من اللجان الوزارية العليا التي ساعدت على تصريف الأمور في البلاد وتحقيقها للكثير مما نحن فيه من نعمة رفاهية. من ذلك، على سبيل المثال لا الحصر اللجنة العليا لسياسة التعليم، ولجنة الإصلاح الإداري، ومجلس القوى العامة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومجلس إدارة الخطوط السعودية، واللجنة الوزارية للبيئة، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، واللجنة العليا للتوازن الاقتصادي. على الجانب الشخصي يبهر الأمير سلطان كل من التقاه بتواضعه الجم وابتسامته المميزة التي لا تغيب، التي تجعل الإنسان، حتى إن كان يلتقيه للمرة الأولى، يحس بأن بينه وبين الأمير علاقة متينة وصداقة حميمة. سرعان ما يتأكد ذلك الشعور بالاهتمام الذي يوليه الأمير في الاستماع إلى محدثه، كائنا من كان، والاهتمام بشأنه مهما كان، ثم إنهاء مشكلته وتلبية طلبه أو توجيهه نحو الحل الأمثل. أعماله الخيرية وأياديه البيضاء لا يمكن معرفتها أو حصرها أيضا. يكفي هنا الإشارة إلى مؤسسة الأمير سلطان الخيرية، ذلك الطود الشامخ الذي يمنح الرعاية الطبية لفئات غالية من أبناء هذا الوطن على أعلى المستويات. يضاف إلى ذلك الإسعاف الجوي الذي ساهم في سرعة نقل الكثير من الحالات الحرجة للمرضى إلى أفضل المستشفيات المهيأة لاستقبالها. أما تشجيعه للعلم فيتبين من الجوائز العالمية التي تحمل اسمه مثل جائزة الأمير سلطان لأبحاث المياه، ومن دعمه للكثير من مراكز البحوث والكراسي العلمية بالجامعات السعودية وغيرها. وكذلك من إنشائه المراكز التعلمية الترفيهية لمتعة المواطنين وفائدتهم. سمو ولي العهد: أبناء هذا الوطن سعداء بعودتك سليما معافى، وهم يمدون أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يمدك بالصحة والعافية، وأن يجازيك خيرا على كل ما قدمته لأمتك، وأن يحفظك ذخرا لوطنك وأهلك. د.غازي عبد اللطيف جمجوم