** أمر فادح للغاية أن لا يدرك المرء متى يصمت ومتى يتكلم.. ومدير الطرق في أمانة جدة لم يحسن التوقيت للهذر المباح الذي نشره في هذه الصحيفة قبل ثلاثة أيام. ** «مدير عام الطرق» المهندس فيصل شاولي لم ير وجهه في طرقات جدة المليئة بالمستنقعات والأوحال.. عقب كل «رشة مطر» ولم يقف قريبا من النفق الحديث الذي امتلأ بالمياه الآسنة وغرق فيه من غرق.. ولا وقف على مرتفع من الأرض في «قويزة» ليشهد السيول وهي تجرف في طريقها البشر والشجر والحجر.. وإلا كان هو أول من غرق!! ** سكرتير لجنة الأمطار لا يعرف حتى هذه اللحظات أن السماء لن تأخذ منه إذنا لتسرل غيثها ورحمتها لأهل الأرض.. ولكن علماء الأرصاد قالوا قبل ذلك موعدها.. ولكنه لم يحتط ولم يتخذ لا هو ولا لجنته ولا الأمانة التي فقدت أمانتها الاحتياطات اللازمة في حالة كهذه. ** مدير عام الطرق وسكرتير لجنة الأمطار.. «مسكين ومحبط.. وتحدث في وقت لا يجدي معه الكلام فقد حلت الكارثة وكشفت كل قناع» فما هي المبررات التي يمكن إيضاحها الآن لإزهاق أرواح البشر. ** وهل هناك أكثر هولا من كارثة الغرقى لكي نستفيق؟. ** ولست أدري هل وصلت إليك لجنة تقصي الحقائق فبدأت تصرخ عبر أعمدة الصحف. ** أما التساؤل الذي طرحه أحد المسؤولين في صحيفة محلية تحت عنوان «من المسؤول عما حدث؟»، وحاول في «نجدة عمرية» تبرئة أمانة جدة مسفها كل من انتقدها بطريقة إلقاء العبء على غيرها.. وهو يرى أن «عدم وجود مجاري تصريف السيول ليست سببا في الكارثة فهذه السيول كما يعتقد قادمة من بعيد»!!. أي بمعنى أنها قادمة من زحل أوالمريخ.. عجبا لقد أراد أن يبرئ الأمانة فإذا هو يدينها دون أن يدري.. والأدهى أن كاتب هذا المقال هو زميل كان ينبغي أن يدرك أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لعلاقاته الشخصية.. وأن ولي الأمر قد أعلنها صريحة وصادقة أنه لا محاباة ولا مجاملة ولا مداهنة لمن تسببوا في كارثة كبرى كهذه في غرق الأبرياء من الناس. ** والحق أن الغرق الأكبر الذي نعيشه ونراه كل يوم هو هذا الزيف والكذب والمجاملات التي لم تعد خافية على أحد أمام تلك الوقائع المشهودة التي نراها أمام أعيننا. ** دعونا من تبرئة هذه الجهة أو تلك.. فلجان التحقيق وحدها القادرة على كشف الحقائق وإدانة المتسببين، وقد اختير لها رجال أمناء لا يخافون في الحق لومة لائم. ** بقي ما أود أن أشير إليه ردا على المهندس فيصل شاولي الذي طالبنا بالرضى والامتثال والاحتساب لما حدث لأنه قضاء وقدر.. ** نحن محتسبون ساجدون راكعون حامدون الله بأن أرسل لنا غيث السماء ليكشف عرى المقصرين وينزع أقنعتهم ويفضح إهمالهم وإهدارهم أموال الدولة على مشاريع لا تجدي ولا تنفع ولا تمنع ضررا. ** نحن محتسبون وواثقون بقدرة الله جل وعلا على إنصاف المظلومين والغرقى ومن فقدوا منازلهم وأملاكهم.. ولهذا جاءت استجابة رجل العدل والإنسانية والعطف الملك عبد الله بن عبد العزيز بأسرع وأكرم مما نتوقع لمواساة المنكوبين وتعويضهم وكان حفظه الله كما اعتدناه الأكثر عدلا وإنصافا، فأمر بمحاسبة المهملين والمقصرين والمتسببين مهما علت مراكزهم.. ولن ينجو من العقاب كل مذنب ولا أزيد. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 258 مسافة ثم الرسالة