رأى رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل «أن الأزمة المالية العالمية الراهنة طالت الجميع بنسب متفاوتة، وأدت إلى مراجعة النظريات الاقتصادية كافة، وتحول كبريات الدول من المنافسة إلى التفاهم في محاولة لتحقيق التعافي الاقتصادي». وتوجه خالد الفيصل للمشاركات والمشاركين في مؤتمر «فكر 8» الذي افتتحه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بالقول: «إن الدائرة العربية استجابت وتعاملت مع الأزمة، حيث استضافت الكويت أول قمة اقتصادية عربية في أوائل العام الحالي، خلصت إلى مجموعة من التوصيات التزم القادة العرب بتنفيذها، كما تستعد القاهرة لاستضافة القمة الثانية، وهي القمة التي يتوقع أن تشهد مراجعة لما نفذ من توصيات القمة الأولى». وعبر عن شكره للكويت أميرا وحكومة وشعبا على مواقفها الداعمة للمؤسسة منذ نشأتها، ودعمها ورعايتها للمؤتمر الثامن للمؤسسة وتغطيتها الكاملة لكافة نفقات المؤتمر. وقال خالد الفيصل: «الكويت لم تكتف بإشعال قناديل الثقافة منذ وقت باكر على ساحتها، بل عملت على تطويرها على الساحة العربية». القطاع الأهلي وأشار خالد الفيصل إلى حرص المؤسسة على تحقيق التلاحم مع القطاع الأهلي، و«إن مؤسسة الفكر حرصت أن يكون مؤتمرها الثامن معنيا ببحث ملف التكامل الاقتصادي العربي من كافة جوانبه ليكون المؤتمر وما يتوصل إليه من نتائج حلقة وصل ما بين قمتين اقتصاديتين عربيتين (الكويت والقاهرة)، وأن يكون لنا موقع مهم في العالم المعاصر». وأطلق أمير الكويت أمس أعمال المؤتمر الثامن لمؤسسة الفكر العربي بحضور ولي العهد الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي، ورئيس الوزراء ناصر الأحمد الجابر الصباح، ولفيف من كبار الشخصيات الحكومية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت، ومشاركة نحو 1500 من الخبراء الاقتصاديين والمفكرين والأكاديميين والمثقفين والتربويين والإعلاميين، إضافة إلى الشباب. وقدم خالد الفيصل في ختام الجلسة الافتتاحية لأمير الكويت هدية تذكارية تقديرا لدور الكويت أميرا وحكومة وشعبا ورعايتها لمؤتمر «فكر8»، كما رافق خالد الفيصل ضيوفه لتفقد المعرض المقام في إحدى القاعات الجانبية من القاعة الرئيسية، وتعرض فيه عدد من الشركات الراعية للمؤتمر منتجاتها المختلفة. أشكال التنوير وألقى الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم كلمة في الجلسة الافتتاحية تناول فيها دور مؤسسة الفكر العربي وحرصها على تشجيع كل ما من شأنه تحقيق التطور والرخاء للأمة العربية وشبابها في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وغيرها من المجالات المتنوعة. وأشار عبد المنعم إلى أن «الكويت تقدم كافة أشكال التنوير واحتضنت مبادرات العرب»، وقال: «إن المؤسسة تعقد مؤتمرها الثامن في الكويت لتؤكد إيمانها بتكامل الجهود والأدوار والشراكات، وأن مؤتمر «فكر 8» يناقش موضوعات مهمة منها الطاقة والزراعة والأمن الغذائي وغيرها، دون إغفال عاملين هما دور الشباب وفكرة المسؤولية الاجتماعية لدور القطاع الخاص»، مشيرا إلى أن مؤتمر «فكر 8» يتضمن جلسات لاستعراض بعض التجارب الناجحة من بينها تجربة مجلس التعاون الخليجي. ووصف أمير الكويت بأنه مناصر للثقافة والإعلام، وله دور كبير في رعاية كافة المبادرات الثقافية في العالم العربي، وقال: «من منا لا يتذكر الدور الذي قامت به مجلة العربي في الحياة الثقافية العربية». قادة وشبان وقال الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي حمد العماري «إن المؤتمر يعد فرصة للقاء نخب القادة ورجال الأعمال والمفكرين والإعلاميين العرب والأجانب من مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية»، مشيرا إلى أن المشاركين في المؤتمر ينتمون إلى 36 دولة مختلفة، ويشكلون نخبة من الشخصيات في الوطن العربي والعالم». وخصص المؤتمر جلسة خاصة للشباب يشارك فيها 43 فتاة وشابا من غالبية الدول العربية لاستعراض تصوراتهم بخصوص آفاق التكامل الاقتصادي العربي ورؤيتهم بالنسبة لإمكانية تحقيقه، والمشاريع التكاملية التي يقترحها الشباب العربي على المؤسسة. 10 جلسات عمل ويعقد مؤتمر الفكر العربي «التكامل الاقتصادي العربي.. شركاء من أجل الرخاء» الذي تختتم جلساته اليوم، 10جلسات عمل تتناول ملف التكامل الاقتصادي العربي من مختلف جوانبه، حيث خصصت جلسة لمناقشة دور الشركات العالمية الكبرى والمسؤولية الاجتماعية، ودور الشباب العربي في تحقيق التكامل والمساهمة في صياغة المستقبل العربي، والبيئة العربية ودورها في تعزيز التكامل الاقتصادي في المنطقة، ومخاطر سياسة الحماية وتأثيراتها على تراجع التكامل الاقتصادي في المنطقة العربية، والتحديات التي تواجه الاتحاد المالي والنقدي، ومشاريع توليد الطاقة على المستوى العربي، والبحث عن مصادر بديلة للطاقة الحالية، إضافة إلى بحث سبل تحقيق الأمن الغذائي واستعراض النماذج المالية الإسلامية ودورها في إنقاذ الاقتصاد العالمي، وسبل خلق فرص عمل جديدة للشباب العربي ومكافحة البطالة، وسبل الاستفادة من تجارب الشركات العالمية في المنطقة العربية، واستعراض التجربة الخليجية في تحقيق تكامل اقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.