أظهر تقرير سري لجهاز الخدمة السرية المعني بحماية الرئيس الأمريكي أن إجراءاته الأمنية اخترقت 91 مرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، آخرها اقتحام الزوجين طارق وميشال صلاحي عشاء الدولة الذي أقامه الرئيس الأمريكي باراك أوباما على شرف رئيس الوزراء الهندي مانوهان سينغ الشهر الماضي. وحصلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية على ملخص لتقرير سري أعده جهاز الخدمة السرية في العام 2003، وهو يعتبر أكثر التقارير محاسبة له على إخفاقاته، فذكر فيه أن مسؤولين عن الأمن سمحوا عن طريق الخطأ بدخول عائلة في شاحنة صغيرة إلى البيت الأبيض، ورجل يعتقد أنه عامل توصيل وامرأة زعمت أنها «على علاقة خاصة» بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. وأظهر التقرير أن المعتدي الوحيد الذي ألحق أذى برئيس في العقود الثلاثة الماضية كان جون هينكلي الذي أطلق النار على الرئيس رونالد ريجان في العام 1981 وأصابه من خارج مربع أقامه جهاز الخدمة السرية. لكن التقرير يشير إلى أن لائحة الانتهاكات تؤكد وجود مكامن ضعف كثيرة يمكن لمن يحاولون اغتيال الرؤساء استغلالها. وأكد المسؤول في الجهاز إدوين دونوفان صحة التقرير السري قائلا إنه استخدم لتدريب عملاء وضباط لتحسين عمليات الوكالة. وقال دونوفان هذه الوثيقة تعكس المحاولة لتقييم أمننا ورفع مستوى وعي العملاء والضباط بشأن عملهم، فلا بد أن نكون قلقين بشأن التهديدات التي يتعرض لها من نحميهم في كل وقت سواء في البيت الأبيض أو خارجه. وأشار إلى أنه في العام 2008 فقط تمكن الجهاز من حماية 34 قائدا أمريكيا و222 من المرموقين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بالإضافة إلى زوجات وأقارب المسؤولين في آلاف المواقع داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. وذكرت الصحيفة أن اللائحة التاريخية لخروق المربع الأمني تشير إلى أن ثمانية خروق حصلت منذ العام 1980 من قبل دخلاء تمكنوا من الوصول إلى الرئيس شخصيا، أو إلى شخص خاضع لحماية جهاز الخدمة السرية المكلف بحماية الرئاسة، كان آخرها المحاولة الناجحة للزوجين صلاحي. ويرسم ملخص التقرير صورة مزعجة لمدى صعوبة منع الدخلاء، أو المختلين عقليا، من الدخول رغم أنه لم تحصل أية هجمات عنيفة ولم يسجل أي خطر إرهابي أو منظم. لكنه يؤكد تحقيق نجاح في الحؤول دون اختراقات معينة. لكن أحد المسؤولين في الجهاز قال إن إجراءات الأمن المشددة في البيت الأبيض بعد الهجوم على قوات المارينز في العام 1983، وتفجير المبنى الفدرالي في أوكلاهوما في العام 1995 واعتداءات 11 سبتمبر ( أيلول) 2001، قلصت عدد الدخلاء الذي تمكنوا من تسجيل اختراق. إلا أن «واشنطن بوست» رأت أن الرؤساء الأمريكيين استمروا في مواجهة المخاطر وخصوصا خارج أمريكا، واعتبرت أن قصة الزوجين صلاحي تشير إلى أن الانتهاكات الأقل جدية ومعرفة ما زالت مستمرة.