يواصل نحو 250 مخالفة ومخالفا لأنظمة الإقامة والعمل من الجنسية المصرية تجمعهم أمام قنصلية بلادهم في جدة البارحة، للمطالبة بمساعدتهم في المغادرة، نتيجة مخاوفهم من عودة الأمطار والسيول المصاحبة لها ما قد يؤدي إلى فقدانهم الحياة، حسب زعمهم. وتعالت الأصوات الصارخة أمام مبنى القنصلية المصرية من رعاياها الذين أغلبهم ممن حضروا لأداء العمرة وتخلفوا عن المغادرة إلى بلادهم، لإجبار المسؤولين على ترحيلهم وسط مخاوف من انهيار بحيرة الصرف الصحي المعروفة شعبيا باسم «بحيرة المسك». وقال ل «عكاظ» القنصل العام المصري في جدة علي العشري: إن المتجمهرين يعدون من فئة المتخلفين عن المغادرة بعد قدومهم في موسم العمرة رغبة منهم في استثمار تواجدهم في المملكة لأداء الحج، مبينا أن بعضا من المخالفين توجهوا إلى المنفذ البري حالة عمار على الحدود الأردنية وآخرين عبر المنفذ البحري ميناء ضباء، مثمنا مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك في توفير عبارة بسعة 750 راكبا لنقلهم إلى مصر. وأوضح العشري أن القنصلية تكفلت بنفقة إسكان المئات في مدينة الحجاج من خلال الاتفاقية التي تمنحهم الحق في الحصول على الإقامة في المدينة برسوم مالية رمزية في جدة. مضيفا «وأنزل في مدينة الحجاج 100 شخص حتى الآن، ويبلغ مجموع الموجودين خارج المبنى ما يقارب 250 شخصا». وأبدى القنصل المصري أسفه من بعض الحجاج المخالفين الذين يفضلون افتراش الطرقات بهدف الضغط على المسؤولين لإنهاء إجراءات سفرهم التي تجري بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والحج في المملكة. وأضاف «ويجري التعامل معهم عبر التنسيق مع أمن القنصليات؛ لأن الموضوع له بعد أمني ويؤدي إلى إعاقة الحركة في الطرقات ونتعامل مع الموقف كل عام بهدوء من خلال إقناع المواطنين بالذهاب لمدينة الحجاج، فمنهم من يتجاوب ومنهم من يفضل المعارضة ونحن متكفلون بإقامتهم، لكن المواطنين قضوا فترة طويلة داخل المملكة وباستطاعتهم توفير الأكل لأنفسهم». وأكد العشري ثقته في إنهاء الأزمة المتجددة سنويا من خلال التعاون مع المديرية العامة للجوازات ووزارة الحج وأمن القنصليات في المملكة بصدور الموافقة على ترحيل الحاملين لجوازات سفر، ملمحا إلى أن ترحيل حاملي جوازات السفر سينهي المشكلة بنسبة 70 في المائة. ويشهد مبنى القنصلية المصرية الكائن -شمالي جدة- على مدى الأيام الماضية ظاهرة افتراش للشوارع المحيطة، مطلقين أشكالا مختلفة من الصراخ لاعتقادهم حدوث موجة سيول أمطار جديدة قد تمثل خطرا على حياتهم. وأوضحت نبوية علي، وهي من ضمن المفترشين عند مبنى القنصلية، أنها تمكث في موقعها منذ أيام عدة للحصول على تأشيرة خروج إلى بلادها وسط مخاوف تملكتها بعد معايشتها للحالة الناتجة عن سيول الأمطار التي تعرضت لها مدينة جدة الأسبوع قبل الماضي. فيما تقول مفترشة أخرى تدعى زينب عبد المقصود علي «ما زلت مستوطنة بجانب جدار القنصلية المصرية، ولقد أكملت 15 يوما، لكن دون جدوى ولم أجد من يساندني في محنتي، فكنت أسكن داخل الحرم في مكةالمكرمة وإثر هطول الأمطار الشديدة وفقداني لجواز السفر اضطررت للذهاب إلى القنصلية من أجل مساعدتي في العودة إلى بلادي».