يبدأ صديق الفنان الراحل طلال مداح خالد أبو منذر تجميع وتحديد الكثير من النوادر التي ينتظرها محبو الراحل، وذلك قبل أن تطل الذكرى العاشرة لرحيل صوت الأرض في أغسطس (آب) المقبل 2010. أولى هذه الخطوات مجموعة أعمال أبرزها مقطوعات موسيقية ثلاث من مؤلفات طلال مداح تسمع لأول مرة، إلى جانب تسجيل خاص ونادر لأغنيته «عيونك هالعتيم» التي سبق أن طرحت في ألبوم «أرفض المسافة» من ألحانه وكلمات الأمير بدر بن عبد المحسن، ويمتلك خالد تسجيلا بالعود للأغنية كان قد حضره أثناء تسجيل طلال مداح لها في لندن كبروفة. ويقول ل «عكاظ» خالد أبو منذر عن قصة هذا العمل: «كنت أرافق الراحل أثناء فترة نقاهة من عملية جراحية أجريت له في لندن عام 1998، التقينا صدفة بصديقه الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن. قال طلال لبدر: «عندي مزاج تلحين فين أشعارك من زمان؟». قال بدر: «نلتقي بكرة». وفي اليوم التالي التقينا، وبعد أن شربا القهوة، أعطى الأمير النص لطلال قائلا عندي شرط وهو أن يكون اللحن من فصيل وعائلة أغنية السبعينيات بيننا «ليلة تمرين ... عطرك السافر فضح ورد البساتين وكثر الكلام». قبل طلال الشرط وعدنا إلى فندق دورشيستر، وبعد قراءة النص لم تأت طلال فكرة لحن، وقال بجميل طبعه المعهود: «يا ولد صعب تلحين هذا النص؛ لأنه شعبي عمودي ومش غنائي». في كل الأحوال، لم ينم طلال حتى أكمل تلحين الأغنية التي وجدها نصا يبحث عن مثله منذ سنوات، فسجل البروفة على شريط بالعود وفيما بعد أدخل عليه طلال إيقاع «رتم بوكس». وكلمات الأغنية تقول: «أنتي» عيونك هالعتيم ... سبحان رب خالقه قصيدة لشاعر قديم عاشق وماحد صدقه ومن كثر ما «غبتي» عليه جمع قصيده وشققه «أنتي» عيونك سالفة سمعتها وأنا صغير غيم وبروق وعاصفة واثنين شربوا من غدير واتفرقوا مثل السحاب وسط الشموس الحارقة «أنتي» عيونك نجمتين وضي ورا ضي يعود يادوب غابوا ليلتين خلوا شموس الكون سود ولا أظنك تجين خنتي العهد يامفارقة «أنتي» عيونك هالمدى بحر وطيور مهاجرة ضيعت في شطه صدى صوت تجرح على آخره ليتك سمعتي صرختي بالحيل كانت صادقة» وبعد أن أكمل طلال تلحين النص والحديث لخالد بو منذر «كان لقاؤنا في ثالث المساءات اللندنية، ليسمع طلال فكرة لحنه للأمير بدر .. تفاجأ بدر باللحن وبسرعة التلحين».. فقال طلال: «ماعليش ماقدرت أسوي غير كدة وممكن مايكون اللحن اللي تبغاه». فرد الأمير «ممتاز لا تغيره». وسلمه أيضا نصين جديدين .. واتجهنا إلى القاهرة حيث نفذنا اللحن هناك». ويصاحب هذا التسجيل النادر للأغنية مقطوعات موسيقية من محفوظات أبو منذر الذي يحتفظ بكثير من «الكنوز الطلالية» من أغنيات ومؤلفات موسيقية. أما عن المقطوعات الثلاث الأخرى فيوضح أبو منذر: «هي «عاصمة الضباب» التي ألفها من وحي حبه للندن، حتى إنه عزفها على آلة الأورج وأدخل عليها تقاسيم العود كخلفية، والثانية مقطوعة لم يسمعها طلال، وهي عبارة عن تقاسيم عود أدخل عليها خلفية على آلة البيانو من عزفه أيضا، والثالثة «ليالي ويمبلدون»، وهي المنطقة التي يسكنها في لندن حيث إن شقته تتقابل مع ويمبلدون وهذه المقطوعة أهديتها لمنتدى فناننا الراحل طلال مداح الإلكتروني الذي يعتبر المرجع لمحبي فنه وتاريخه الطويل.