لا شيء يشغل فكر أم أيمن، وهي نازحة تسكن في مخيم الإيواء جنوبي جازان، سوى بقرتها التي تركتها في قريتها قبل أن تلجأ لمخيم إيواء النازحين، تقول «أتمنى أن أعود إلى قريتي وأقدم الكلأ والماء للبقرة التي لا زلت حتى هذه اللحظة أجهل ما حل بها»، وتتذكر أم أيمن، وهي سيدة ناهزت الستين من العمر، أيام طفولتها وشبابها على الحدود، وكيف كانت تتقاسم مع جاراتها الخبز والماء وقهوة الصباح، قبل أن تغادر قريتها بسبب التسلل وعمليات القصف المتبادلة بين القوات السعودية والمتسللين لتطهير المناطق الحدودية. على الحدود وحتى ساعات ما قبل التسلل كان السعوديون وأشقاؤهم اليمنيون يتقاسمون كل شيء حتى المعاناة، قبل أن تفرق بينهم عمليات التسلل والقصف، ما أدى إلى نزوحهم وتشتتهم في مخيمات الإيواء السعودية واليمنية، يقول عدد من اليمنيين الذين التقتهم «عكاظ» إن علاقة المملكة واليمن لن تدنسها العصابات المرتزقة مهما تسللوا أو بثوا أحقادهم في الجبال، وقالوا ل«عكاظ» إن مملكة الإنسانية احتضنتنا وعاملتنا معاملة أبناء الوطن أثناء النزوح، وامتدت الأيادي البيضاء للصغار والكبار دون تفرقة، مشيرين في حديثهم إلى أن كلمات الملك عبدالله تؤكد متانة العلاقة بين البلدين الشقيقين والتعاضد الأخوي بين أبناء البلدين. حسن غالب (74 سنة) حظي كغيرة بمكان آمن في مركز الإيواء، لازال يؤكد أن جميع ما تركه في منزله لا يهم مع سلامة المملكة التي لم يجدوا منها سوى الطيب والكرم، وأضاف «لقد كنت بجوار أهالي المنطقة ولم نلمس منهم سوى الطيب والاحترام لكنني لازلت أنتظر العودة إلى مسقط رأسي». صالحة، التي تعيش الآن داخل مركز إيواء النازحين، تتذكر جارتها معيشة علي على الشريط الحدودي في قرية (الخشل) وتتمنى أن يعود بها الزمن للخلف لتعيش على الشريط الحدودي وتعود لمسامرة نساء القرية، حيث لا فرق بين سعودية ويمنية.