حركت الأمطار والسيول التي اجتاحت جدة يوم «الأربعاء الأسود» كل الجهات في القطاعين العام والخاص من أجل الوقوف مع المتضررين ومساعدتهم، وجاءت المسؤولية الاجتماعية التي دائما ما تكون منتظرة من القطاع الخاص من أجل المشاركة في دعم المجتمع والوقوف مع كل ما يحدث فيه من كوارث وأخطار بشكل بارز، حيث تكاتف الجميع في إنشاء مراكز للإيواء وجمع التبرعات العينية ومساعدة الأسر المتضررة وظهرت عدة حملات وطنية قام بها شباب متطوعون لخدمة وطنهم وكل من يعيش على ترابه. وطالبت رئيسة مركز المسؤولية الاجتماعية في غرفة جدة سابقا ألفت قباني البنوك وشركات الاتصالات وشركة أرامكو السعودية وسابك أن تقوم بدورها المناط بها في المسؤولية الاجتماعية تجاه محافظة جدة، مشيرة إلى أنه ليس مقبولا من هذه الجهات القيام بالتبرعات المالية فقط بل يجب عليها أن تقدم الدراسات والأبحاث واستقطاب الشركات العالمية وتأمين المساكن البديلة للأسر المتضررة والوقوف جنبا إلى جنب مع قطاعات الدولة لإعادة جدة إلى مكانتها الطبيعية، وإنشاء مشاريع جديدة تعني بالبنية التحتية وتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي. وأكدت أن القطاع الخاص استشعر الدور المطلوب منه، حيث قام بدور كبير منذ اليوم الأول لهطول الأمطار والسيول التي اجتاحت جدة وأسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وأضافت: لقد تجاوب معنا في لجنة الاحتياجات المنزلية الكثير من تجار المواد الغذائية والأدوية والمواد المنزلية ومواد النظافة، وتم توزيع تلك المواد على الأسر المتضررة في عدد من الأحياء التي تأثرت جراء الأمطار والسيول. وبينت قباني أنه بإمكاننا أن نكون ما يزيد عن 50 ألف متطوع من العديد من الجهات في القطاع الخاص لمساعدة الأسر والمساهم في توصيل الاحتياجات الضرورية لكل متضرر. وفي الوقت الذي لا زالت جدة تعاني من أضرار الأمطار والسيول خصوصا شرقها، ولا زال مسلسل قصص كوارث هذه السيول يتوارد على الأذهان، والجهات المختصة لا زالت تواصل مهمات عملها في البحث عن الجثث والمفقودين، وتقديم المساعدة من قبل الدفاع المدني وجهات أخرى عدة. وظهرت العديد من الحملات الوطنية مثل حملة «تكاتف» التي نظمها شبان سعوديون تحت مظلة وموافقة جهات الاختصاص، في سبيل تقديم خدمات إنسانية مساندة في سبيل البحث عن الجثث المفقودة ومساعدة المتضررين. وتحت رعاية الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة انطلقت حملة «تكاتف» الفريق التطوعي للبحث عن المفقودين ومساعدة الأسر المحتاجة جراء الدمار الهائل الذي حل بمعظم أحياء شرق وجنوب مدينة جدة. وأكد مدير عام التربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي أن فكرة «تكاتف» تنطلق من مبدأ التعاون الاجتماعي كواجب ديني ووطني تجاه هذه الأرض الطاهرة، ولأن المؤسسات التعليمية والحكومية والقطاع الخاص والشركات تجمعهم أواصر المحبة والتعاون وله حقوق تجاه بلدهم ومواطنيه، وبالتالي فإن الأعمال التطوعية عمل اجتماعي خير وواجب على كل مؤسسة وفرد قادر على ذلك ولكن وفق الأنظمة وأن لا يكون ذلك عشوائيا حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. وأكد قائد الفريق التطوعي ل«تكاتف» عبداللطيف الزاهر مشرف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في محافظة جدة ورئيس قسم النشاط الثقافي في النشاط الطلابي التابع لإدارة التربية والتعليم: «أن ما حدث لسكان جدة خصوصا في شرقها وجنوبها هو أمر محزن وعلينا أن نواسيهم في مصابهم، ومن باب التكاتف والتعاون ولدت فكرة «تكاتف» لتجد النور، مبصرة بدور المتطوعين تجاه خدمة هؤلاء المواطنين والوقوف إلى جوار الجهات المختصة التي تقوم بعملها ومساعدة الأسر المتضررة». وأضاف أن «الفريق على أتم الاستعداد لتنفيذ المهام المناط به للمساهمة في البحث عن المفقودين بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، ورحب الزاهر بكل من يرغب في المشاركة في الفريق عبر موقع الفريق الرسمي أو عبر صفحة «تكاتف» على الفيس بوك، وأضاف أن هذا الفريق يبرز مدى التكاتف والتآلف بين أبناء الوطن. ومن جهة أخرى قامت فرق الشباب التطوعية التابعة للندوة العالمية للشباب الاسلامي بدور كبير في استقبال التبرعات العينية من قبل القطاع الخاص والمواطنين وتوزيعها على المتضررين. واعتبر مصطفى خرد قائد ميداني لهذه الفرق أن الجميع استشعر بحجم المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع في المساهمة في نجدة إخواننا المواطنين والمقيمين الذين تعرضوا للإضرار في ممتلكاتهم خلال الأمطار والسيول التي هطلت على جدة، حيث تشكل عدة فرق ميدانية لمسح هذه الأحياء وتحديد الاحتياجات الضرورية للأسر ومن ثم نقل كل ما يحتاجون من وجبات غذائية ومساعدات لهم.