لم يطل انتظار سكان المدينة المنكوبة، على الكارثة التي أصابت مدينتهم (جدة). كانوا يتوقعون تحركا على مستوى القمة، وفعلا جاء «عبد الله بن عبد العزيز» ليقول في حزم وحسم وصرامة: «لنحاسب المسؤولين عن الفاجعة، والمخلين بالأمانة، بصرف النظر عن كونهم أشخاصا أو جهات، ولا يمكن إغفال تقصير بعضها، ولدينا الشجاعة الكافية للإفصاح عن التقصير، والتصدي له بكل حزم». (صحيفة عكاظ، 14 ذي الحجة، ص 1). هذه جمل مفصيلة، مدعومة بإناطة التحقيق بلجنة تقصي حقائق، اشترط «عبد الله» أن يكون عملها مفتوحا، ونتائجها أمامه فورا، فلا وقت للانتظار والفاجعة ما حلت بمدينة مصنوعة من الفسيفساء، أو القش، والناس فيها أمانة في أعناق الدولة وكل المسؤولين فيها، وما أصاب جدة ليس بسبب قلة الأموال، ولا من ضعف القدرات السعودية البشرية، ما أصابها كان سوء تخطيط، أغمض عينه عنه من أغمض!! وسكت عنه من سكت!! ونال منه من نال!! ثم مضى إلى حال سبيله ظانا أنه في مأمن من: المساءلة، والمحاسبة، والعقاب، ولا يظلم ربك أحدا، وهو المطلع على الأعين وما تخفي الصدور. الآن جاء وقت المحاسبة، والمحاسب هنا هو الله أولا، ثم ولي الأمر، من قلده الناس بيعتهم، من أمنوه على حياتهم، من وضعوا مصيرهم بين يديه، من حملوا معه مسؤولية الوحدة الوطنية، والهوية الوطنية، والانتماء الوطني، ومن اقتنعوا بأن حوارهم الوطني هو الساحة الطبيعية لنيل حقوقهم الإنسانية، وعدم انتهاكها، وتعزيز مكاسبهم وطنهم، وزعيم هذه قراراته، الله معه، وحربه على الفساد ينجم عنها التطهير، فقد فشا فكافحه باستراتيجية وطنية، رغبة في أن تسود حياة الوطن والمواطن الرفاهية التي تحميها الشريعة الإسلامية. بصمات «عبد الله بن عبد العزيز» واضحة، وإشاراته بداية لتحول نحو فهم جديد للمسؤولية، والمحاسبة، والمساءلة، وهي كلها ضمن اهتماماته النوعية، وأولياته المحاسبية، وفي بؤرة شعوره الذهني. عشية الاثنين الماضي، ضمدت الجراح، وسكنت الأنفس، والأرواح، وترحم «عبد الله» على الشهداء، الذين وجدوا فيه نصيرا لهم، والآخذ لهم حقوقهم ممن أهمل، وفسد، وتربح على حساب الوطن، والمواطن، والمشروعات الحيوية. المسرح اليوم بات مكشوفا، والممثلون الذين أدوا أدوارهم ويؤدونها مكشوفون، وعلى أعمالهم مجزيون، وسيعلم الذين ظلموا منهم أي منقلب ينقلبون. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة